وكالة واس - تتميز منطقة جازان السعودية بوفرة ثروتها السمكية وثمار البحر على امتداد مياهها الإقليمية المطلة على البحر الأحمر، (أكثر من 250 كيلومتراً) ويمكن صيدها معظم أيام السنة. وتمثل الثروة السمكية في المنطقة مصدر دخل لأكثر من 5 آلاف يزاولون مهنة صيد الأسماك يومياً عبر نحو 2000 قارب صيد تنتشر على طول سواحل المنطقة. وتشكل اسماك الحريد (ببغاء البحر)، التي اشتهرت بها جزيرة فرسان، ظاهرة اجتماعية واقتصادية وسياحية فريدة في المنطقة، حيث تتوافد أسرابها في فترة محددة كل سنة بكميات كبيرة، ويحتفل بصيدها في «مهرجان الحريد السنوي». وساعد على توافر كميات كبيرة من الثروة السمكية في المنطقة وجود مساحات من أشجار الشورى (المنغروف)، والجزر الرملية، التي تمثل عوامل بيئية ملائمة لتكاثر مختلف أنواع الأسماك، وتوافر الكثير من الأودية ومجاري المياه التي تحمل مياه الأمطار الغنية بالأملاح المعدنية من الجبال والمرتفعات الشرقية في المنطقة، إلى مياه البحر، ما يزيد من إنتاج الطحالب والهوام النباتية التي تشكل القاعدة الأساسية للهرم الغذائي في البيئة المائية، فضلاً عن اتساع الرصيف القاري في منطقة جازان، الذي يتراوح عرضه بين 35 و 70 كيلومتراً، ويعتبر من أغنى مصائد الأسماك والروبيان (القريدس) في البحر الأحمر. كما تشكل التجمعات الكبيرة من الشعاب المرجانية والجزر أنظمة بيئية مهمة توفر المأوى والغذاء والحماية للكثير من الأسماك، إضافة إلى خلو مياه البحر في المنطقة من مصادر التلوث النفطي والكيماوي، ما ساعد الكائنات البحرية على التكاثر والنمو. يذكر ان مركز بحوث الثروة السمكية في جازان يجمع البيانات الإحصائية عن كمية الصيد ويجري مسوحاً عامة لمناطقه ويستكشف أخرى جديدة، ويعمل على تعزيز الوعي العام بأهمية الثروة السمكية وحمايتها من الصيد الجائر والتلوث البيئي.