طهران، نيويورك، باريس - أ ب، رويترز، أ ف ب، وكالة «إرنا» - اتهمت طهران المستشارة الالمانية انغيلا مركل ب «التأثر بأفكار اللوبي الصهيوني»، فيما اعتبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ان مشروعه لتخصيب اليورانيوم الايراني في الخارج يشكل «فرصة نادرة» لطهران وواشنطن لتطبيع العلاقات بينهما. وكانت ميركل قالت في خطاب أمام الكونغرس الاميركي الثلثاء الماضي، ان «وقوع القنبلة النووية في أيدي رئيس ايراني ينكر حصول المحرقة ويهدد اسرائيل وينكر وجودها، أمر غير مقبول». وأكد الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمان برست ان مركل «تكيل اتهامات فارغة من دون أدلة موثقة، وتدلي بتصريحات لا اساس لها من الصحة». وقال ان تصريحاتها «متأثرة بأفكار اللوبي الصهيوني وتتعارض مع مصالح الشعب الألماني المتحضر الذي خدشت مبادئه وقيمه، بتفضيلها مصالح بعض حكام الكيان الصهيوني». وتتحفظ طهران على اقتراح البرادعي تسليم 1200 كلغ من مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المئة، لرفع تخصيبه في روسيا الى نسبة 19.75 في المئة، وتحويله في فرنسا الى قضبان وقود تُستخدم في تشغيل مفاعل للبحوث الطبية في طهران. وحض البرادعي طهران على الرد بسرعة على مشروعه، معتبراً أنه يمكن ان يساعدها في إثبات الطابع السلمي لبرنامجها النووي. وقال خلال طاولة مستديرة في «مجلس العلاقات الدولية» وهو معهد بحوث يتخذ من نيويورك مقراً له، ان المشروع يشكل «فرصة نادرة» لإيرانوالولاياتالمتحدة لتجاوز عقود من التوتر والعداء، مضيفاً انه يأمل في التوصل لاتفاق قبل ان يغادر منصبه نهاية الشهر الجاري. وزاد: «انها فرصة، لكنها ايضاً فرصة سريعة الزوال». وتابع: «في حال نجحنا (في دفع ايران الى توقيع الاتفاق)، نكون فتحنا الطريق أمام عصر جديد، يمكن خلاله ان تعمل ايرانوالولاياتالمتحدة معاً»، معدداً خصوصاً العراق وأفغانستان. وقال: «للمرة الاولى ارى رغبة جدية للالتزام من الجانبين». واعتبر ان «ايران قد تفتح الباب الى شرق اوسط مستقر»، محذراً من ان قصف اسرائيل منشآت نووية ايرانية «سيحول الشرق الاوسط الى كتلة من نار». وشدد البرادعي على ان الايرانيين «يعتقدون ان المعرفة الفنية النووية تجلب الهيبة والقوة، وهم يرغبون في ان تجري الولاياتالمتحدة حواراً معهم». وقال: «للأسف، هذا صحيح بعض الشيء. ايران تؤخذ على محمل الجد منذ ان طورت برنامجها» النووي. واعتبر أن البرنامج النووي الإيراني «وسيلة تقود الى غاية»، مشيراً الى ان طهران «تريد الاعتراف بها بصفتها قوة إقليمية». وجدد تأكيده ان لا «أدلة ملموسة» على ان طهران تطور اسلحة نووية، مشيراً الى فشل سياسة ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش حيال إيران. وقال ان «الاعتقاد بضرورة الامتناع عن التحدث الى اناس اختلف معهم، وعدم ادراك ان الحوار هو الوسيلة الوحيدة لتغيير السلوك، قادنا الى حيث نحن: فوضى كاملة». في غضون ذلك، حذّر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير من احتمال توقف المحادثات التي تجريها الدول الست المعنية بالملف النووي الايراني، مع طهران. وقال: «اذا لم يرد الايرانيون على الدول الست، سيحدث وقف بحكم الامر الواقع لهذه المحادثات التي بدأت بداية سيئة في جنيف». وأضاف: «انهم لا يردّون علينا. ما الذي يُتوقع ان نفعله. ننتظر؟ نعم نحن ننتظر لكن ليس حتى نهاية العالم». وكانت باريس أمهلت طهران حتى نهاية هذا العام كي ترد ايجاباً على عرض الحوار الغربي، ملوّحاً بتعرضها لعقوبات اضافية. لكن كوشنير نفى وجود موعد محدد، قائلاً: «هذا يتوقف على الاصدقاء الاميركيين وخصوصاًَ لأنهم بدأوا هذه الخطوة الجديدة في المحادثات السياسية.