أكد أعضاء في مجلس الشورى، ضرورة أن تدرس الجهات ذات العلاقة ومن بينها هيئة كبار العلماء قضية إغلاق المحال وقت الصلاة، مؤكدين في حديث مع «الحياة» أن أي قرار يتخذ في هذا الشأن يجب أن يأخذ في الاعتبار السلبيات والإيجابيات من وراء تطبيقه. وقال عضو مجلس الشورى الدكتور خضر القرشي: «السماح للمحال بفتح أبوابها خلال أوقات الصلوات أمر يحتاج إلى درس مستفيض، ولا يجوز ان نفتي فيه بوجه السرعة بل هناك علماء شرعيون يجب أن يبتوا هذا الموضوع». ورأى القرشي في حديث مع «الحياة» أنه «لا يصح لأي شخص غير مختص أن يقول رأيه في هذا الموضوع، ويكون عرضة للصواب والخطأ، وأعيد وأكرر أن قضية إغلاق المحال يجب أن يتم تقديرها من أهل الاختصاص في الشريعة». وذكر أن «الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية تنص على إقامة الصلاة (إن الصلاة كانت على المسلمين كتاباً موقوتاً)». وأشار إلى «ضرورة ألا يتم تعطيل المستشفيات والمستوصفات خلال أوقات الصلاة». ولفت إلى أنه «يجب أن تبقى المحال التجارية غير الضرورية مغلقة خلال أوقات الصلوات، فأنا لا أرى حاجة ملحة لبقائها مفتوحة». ولاحظ القرشي «جمالاً في مشاهدة الناس وهم يغلقون أبوابهم ويسيرون باتجاه المساجد». وعن سبب عدم طرح قضية «إغلاق المحال» وقت الصلوات في مجلس الشورى للدراسة، أجاب بقوله: «هناك جهات مسؤولة عن هذا الموضوع ولا أريد أن أعلق على هذه النقطة بأكثر من هذا القدر». من جهته، خالف عضو المجلس الدكتور أحمد الزيلعي بعض ما ذكره زميله القرشي حول السماح للمحال التجارية بمزاولة نشاطها خلال أوقات الصلاة، وقال ل «الحياة»: «أتمنى أن تقوم الجهات المختصة بدرس ظاهرة إغلاق المحال وقت الصلاة ومدى جدواه من عدمه، وبناءً عليه يتم اتخاذ القرار المناسب سواء بالسماح لهم بفتح أبوابها أو منعها كما هو الوضع الراهن». وأكد الزيلعي أنه تعرض لمواقف صعبة بسبب إغلاق محطات الوقود الواقعة على الطرق السريعة وحول المدن خلال أوقات الصلاة. وقال: «اضطررت للبقاء أكثر من نصف ساعة لأزود سيارتي بالوقود على رغم أني في رخصة سفر وجمعت وقصرت الصلاة». وأضاف: «استغرب قرار إغلاق محطات الوقود التي يتجاوز إقفالها أحياناً أكثر من نصف ساعة على رغم أن مدة الصلاة أقل من ذلك بكثير، خصوصاً في المحطات على الطرق السريعة التي تؤدى فيها الفريضة بعدما يحين موعد الأذان بدقائق عدة». وتابع: «إذا كان الهدف من قرار إغلاق المحال، إلزام العاملين فيها بإداء الفريضة، فجميعنا نعلم أن الغالبية من هؤلاء العمال لا يؤدون الصلاة وكثير منهم يبقى داخل محله، أو يتسكع خارجها وهذا أمر واضح للجميع ولا جدال فيه». وأوضح، «نلاحظ في جميع الدول الخليجية والعربية والإسلامية، أنه لا يتم إغلاق المحال وقت الصلاة، وعلى رغم ذلك نجد أن المساجد والجوامع هناك تمتلئ بالمصلين». وتمنى «أن يدرس موضوع إغلاق المحال خلال الصلوات جيداً ومن جوانبه كافة، ويجب قبل أن يتخذ أي قرار أن تؤخذ في الاعتبار الايجابيات التي يمكن أن نحصدها من وراء تطبيقه». ورفض الزيلعي الرد على سبب عدم طرح قضية إغلاق المحال وقت الصلوات في مجلس الشورى، واكتفى بالقول: «أعتذر عن الحديث في هذا الموضوع». من ناحيته، طالب عضو مجلس الشورى حمد القاضي بتأخير أذان صلاة العشاء، «ليكون هناك متسع أمام الناس للتبضع بين صلاتي المغرب والعشاء، وأظن أن طرح هذا الموضوع لدرسه من هيئة كبار العلماء بات أمراً ضرورياً». لكن القاضي لم ينف تأييده لإغلاق المحال أوقات الصلوات بشكل عام وقال ل «الحياة»: «أنا مع إغلاق المحال وقت الصلاة لأسباب عدة منها ان وقت الإقفال مخصص لأداء الصلاة»، مؤكداً ضرورة «أن تؤدى الصلاة في وقتها». واعتبر أن الإغلاق لا يضر الباعة أو المتسوقين، «لأن أداء الصلاة لا يستغرق دقائق عدة»، معتبراً « أن الإغلاق لا يضر بعمليات البيع والشراء».