نبهني قارئ كريم إلى تغريم بريطاني مبلغ 562 دولاراً لرميه قشرة موز من نافذة السيارة، المبلغ يتضمن كلفة المحاكمة مع الضريبة، الغرامة وحدها 124 دولاراً، تذكرت «عين النظافة» وغرامات يحكى عنها، تمنيت أن نستفيد من انفلونزا الخنازير في التأكيد على النظافة، فيضاف إلى رمي المخلفات من نوافذ السيارات قذف المخلفات من أفواه المتخلفين في الشوارع. إجمالاً مدينة الرياض شوارعها نظيفة، على رغم فضاء ملبد بالغبار، وبنظرة إلى الماضي هي أكثر نظافة من ذي قبل، هذا ما لا تخطئه العين، النفايات العادية أقل بكثير، وتوضع في الحاويات أو بجوارها، وشركات النظافة تعمل في شكل جيد على الأقل في المحيط الذي أراه يومياً، لكن، هناك تغير كبير وجذري. في مقابل هذه الصورة الجميلة، أصبحت غالبية أحياء العاصمة مصابة بقذارة من نوع آخر، انه طفح الصرف الصحي، أصبح الماء الآسن منظراً مألوفاً وهو حوَّل بعض المساجد والمدارس ماركة مسجلة. لست أعرف سبباً لهذا التأخر في مشاريع الصرف الصحي، على رغم كثرة الكتابة عنها، أحياء كثيرة في الرياض انتهت مشاريعها أو تكاد، ودليلي هنا توقف الحفريات، لكنها لم تدخل الخدمة ولا يتوقع ذلك في المستقبل القريب، لأن صاحب السعادة المقاول، ومن ورائه وزارة أو شركة، لا يحرك ساكناً. النظافة التي كسبناها منذ عقود في مدينتنا نفقدها الآن بما هو أسوأ، ونقرأ نادراً عن التهديد بسحب مشاريع من مقاول الخ... المعزوفة المعروفة، ماذا نتوقع من هذه البيئة في أحيائنا على صحتنا وصحة أبنائنا، ولماذا نبدأ في مشاريع ولا تنتهي؟ إذا علمت السبب فضلاً أخبرني. أنظر كيف أوصلتنا قشرة موز إلى الصرف الصحي، نموذج للفوارق بيننا وبينهم. قبل أيام كنت عالقاً في ازدحام مروري معتاد، مجبراً لاحظت أن سائق السيارة الأمامية يرمي كل مسافة قطعة منديل تطرز اسوداد الإسفلت، البرنامج الإذاعي لم يكن أحسن حالاً، حوار مع سجين يترقب خروجه، بين المذيع والسجين حديث عن أوضاع السجن، كادوا أن يجعلوا منه فندقاً من خمس نجوم على شاطئ البحر، لم يتبق سوى إعلان رقم مجاني للحجز! الفاضي يعمل قاضي، قررت ان أعد المناديل التي ترمى أمامي، تجاوزت ستة أو سبعة، لم أعد أتذكر، حتى انحرف المناديلي إلى مسار آخر ليواصل الهواية، فكرت ان أتصل بعين النظافة، ثم تراجعت، تخيل لو قالوا لي «امسكه»، أو طلبوا دليل إثبات بما يعني جمع المتناثر وصولاً إلى «dna»، ترددت ثم خرجت بتخريج... ربما كان تائهاً ويريد وضع إرشادات على الطريق! ثم إن المرور... «عساه بحمله يثور»! نسيت القول إن القارئ الكريم المنبه لقشرة الموز له ملاحظات على «نظافة» شوارع بريدة، وأنا منذ زمن لم أزر شمال بريدة ولا جنوبها. www.asuwayed.com