وجهت انتخابات حكام الولايات في الساحل الشمالي الشرقي للولايات المتحدة إنذاراً مبكراً للحزب الديموقراطي أمس، بعد خسارته في ولايتي فيرجينيا ونيوجيرسي، وبفعل الأزمة الاقتصادية التي تصدرت هموم الناخبين وحققت للجمهوريين انتصاراً معنوياً، على رغم عدم انعكاسها على شعبية الرئيس الأميركي باراك أوباما. وفي أول خسارة للديموقراطيين لحاكمية فيرجينيا ونيوجيرسي منذ العام 2001، فاز المرشحان الجمهوريان بوب ماكدونال وكريس كريستي في الولايتين بنسب 58.7 و49.1 في المئة على التوالي، فيما فاز عمدة نيويورك المستقل مايكل بلومبرغ بولاية ثالثة وبنسبة 50.6 في المئة، وحقق الديموقراطي مايكل أوينز في المقاطعة رقم 23 في نيويورك فوزاً يتيماً للحزب بفوزه على مرشح اليمين الجمهوري دوغ هوفمان. وأصبح اوينز أول ديموقراطي يفوز بهذا المقعد منذ الحرب الأهلية الأميركية في القرن التاسع عشر. وأطاح كريستي القاضي الفيديرالي السابق، حاكم نيوجيرسي الحالي الديموقراطي جون كورزيني ليكون أول جمهوري يفوز بهذا المقعد منذ 12 عاماً. وسيكون كورزيني أول حاكم لنيوجيرسي يخسر عملية إعادة انتخابه منذ العام 1993. وأفشل بلومبرغ محاولة منافسه الديموقراطي بيل تومسون السيطرة على منصب عمدة نيويورك. وعكست استطلاعات الرأي في أوساط الناخبين تصدر الوضع الاقتصادي سلم الأولويات مع اعتبار 85 في المئة منهم أن الأزمة ونسب البطالة والمسار الذي تتخذه البلاد «يثير القلق». ورأت شبكة «أي بي سي» أن مناخاً كهذا لا يساعد الحزب الديموقراطي صاحب الأكثرية في الكونغرس على أبواب انتخابات التجديد النصفي للمجلس في خريف 2010. واتجهت التحذيرات للديموقراطيين من استعادة سيناريو 1994 وخسارتهم لأكثرية الكونغرس خلال الولاية الأولى للرئيس السابق بيل كلينتون. وفي مفارقة تريح البيت الأبيض، لم ينعكس الاستياء الحزبي على شعبية الرئيس باراك أوباما، إذ أيد 50 في المئة من الناخبين في فيرجينيا و58 في المئة في نيوجيرسي أداء الرئيس الأميركي واعتبرت غالبيتهم أن أوباما لم يكن عاملاً في تصويتهم لجهة أو أخرى، بل ركزوا على الأزمة الاقتصادية ونسب البطالة التي تخطت ال10 في المئة في نيوجيرسي. وحاول البيت الأبيض التقليل من أهمية النتائج بإشارته الى أن أوباما «لم يتابعها»، فيما اصطحبت السيدة الأولى ميشال أوباما ابنتيها الى حفلة موسيقية أثناء إعلان النتائج.