لندن، كابول - أ ف ب، يو بي آي – أعلنت وزارة الدفاع البريطانية مقتل خمسة جنود بريطانيين وجرح سادس، لدى فتح شرطي أفغاني النار عليهم على حاجز في منطقة ناد علي بولاية هلمند (جنوب) أول من امس. وأوضحت الوزارة ان ثلاثة من الجنود القتلى انتموا الى كتيبة حراس رماة الرمانات (غرينادير غاردز)، والاثنين الآخرين الى الشرطة العسكرية الملكية، فيما أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية وقيادة قوات الحلف الأطلسي (ناتو) انهما ستحققان في ملابسات الحادث». وقال وزير الداخلية الأفغاني حنيف اتمار: «نشعر بحزن عميق للخسائر التي تكبدها شركاؤنا في قوات الحلف»، واصفاً الحادث الذي رفع الى 229 عدد الجنود البريطانيين القتلى منذ نهاية عام 2001 في افغانستان بأنه «معزول». وكشف الكولونيل ديفيد ويكفيلد، الناطق باسم سلاح البر البريطاني في ولاية هلمند، ان الجنود البريطانيين نفذوا مهمة لتدريب رجال الشرطة الافغانية، مرجحاً تنسيق شرطي مع زميل له لإطلاق النار على حاجز قبل ان يلوذ بالفرار. وفي رسالة تعزية وجهها رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الى اسر الجنود القتلى، أكد أن الخسارة فادحة، مشدداً على التزام حكومته دعم القوات البريطانية في افغانستان ومدها بكل احتياجاتها من معدات عسكرية، وتأمين استراتيجية صحيحة لعملياتها. وقال: «قاتل هؤلاء الجنود لجعل أفغانستان أكثر أمناً، وضمان سلامة بريطانيا من اخطار الإرهاب والتطرف اللذين يستمران في تهديدنا من المناطق الحدودية بين افغانستان وباكستان». وأعلن الحداد العام في بريطانيا. وتنشر بريطانيا 9 آلاف جندي في افغانستان، وتنوي إرسال 500 آخرين على رغم الانتقادات المتزايدة في الداخل مع ارتفاع حصيلة القتلى هذه السنة. في غضون ذلك، دعا وزير الدولة البريطاني السابق لشؤون الشرق الأوسط كيم هاولز إلى سحب القسم الأكبر من قوات بلاده من أفغانستان، واستخدام الأموال التي تُنفق على عملياتها في هذا البلد لحماية المملكة المتحدة من الهجمات الإرهابية. وكتب هاولز، الذي يشغل حالياً منصب رئيس لجنة الأمن والاستخبارات الحكومية، في مقال نشرته صحيفة «ذي غارديان»: «أمن بريطانيا مهدد في حال سمحنا مجدداً بأن تتحول أفغانستان إلى ملاذ آمن للإرهابيين». وأضاف الوزير السابق الذي أيد حرب أفغانستان: «الفرصة التي أُعطيت للأفغان من أجل معالجة مشاكلها جرى تبديدها إلى حد كبير، ما جعل البريطانيين يتساءلون إذا كان نشر قوات في أفغانستان هو الوسيلة الأكثر فاعلية لمنع العمليات الإرهابية في المملكة المتحدة». وأشار الى أن سبع سنوات من التدخل العسكري في أفغانستان حدّ من نشاطات تنظيم «القاعدة»، لكنه لم يدمر التنظيم أو يتخلص من زعيمه أسامة بن لادن، ولم يتعامل كما هو مطلوب مع حركة طالبان، لذا يجب نقل إنفاق لندن على عمليات مكافحة الإرهاب من أفغانستان إلى داخل بريطانيا». وفي واشنطن، استبعد رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروسو مساهمة الدول الاوروبية بقوات اضافية في افغانستان، «لأن لا حماسة كبيرة لهذه الفكرة في اوروبا». وتوضح استطلاعات رأي في دول اوروبية عدة ان غالبية واضحة تفضل سحب القوات من افغانستان، في وقت يتوقع وزراء اوروبيون ان تأتي اي تعهدات بإرسال قوات من اجتماع وزراء خارجية دول الحلف الأطلسي الذي يعقد في كانون الاول (ديسمبر) المقبل، علماً ان الاتحاد الاوروبي يعتبر من اكبر المساهمين في المساعدات المدنية المرسلة الى افغانستان، وتبلغ حوالى بليون يورو سنوياً. وناقش باروسو مع الرئيس الاميركي باراك اوباما امس ضرورة ايجاد استراتيجية شاملة في أفغانستان تركز على تحسين الحكم، وزيادة تدريب قوات الأمن الأفغانية.