تخوف عاملون في شركات الحج والعمرة مما وصفوه ب «الانخفاض الحاد» في إقبال الناس على أداء فريضة الحج هذا العام، ما دفع بعض الشركات الكبرى إلى المطالبة بعقد اجتماع طارئ لمناقشة هذه القضية وإيجاد حلول عاجلة لها، مؤكدين تضررهم من هذا النقص في أعداد الحجاج القاصدين مكاتبهم من الداخل ودول الخليج. وكشف رئيس لجنة الحج والعمرة في غرفة مكة سعد جميل القرشي أن اللجنة استجابت لطلب الشركات المتخوفة من انخفاض الإقبال على أداء فريضة الحج داخلياً، وعقدت الاجتماع بناء على رغبتهم، لاسيما بعد أن أثبتت الدراسات صحة ما ذهبوا إليه حول ضعف الإقبال على التسجيل في حملات الحج. وقال القرشي ل «الحياة» «إن الاجتماع ناقش جميع السلبيات والأمور التي طرحت من قبل الشركات، كما وضعت بعض التصورات لحل هذه المشكلة ومن ضمنها أن تتم إعادة المخيم إذا لم يتم التسجيل عليه ونظام وزارة الحج يسمح بإعادة المخيم كاملاً، ولكن لا يسمح بإعادة جزء». وأضاف: «طلبنا أن نرفع للمسؤولين في وزارة الحج والجهات المعنية أن المخيم الذي يشغل تدفع أجرته والجزء الذي يتبقى يعاد إلى وزارة الحج، وتعيد هي بدورها المبالغ التي دفعوها إلى الشركات والمؤسسات، كما نصحنا الشركات بعدم التعاقد مع شركات التغذية والنقل، حتى يكون العدد مكتملاً لديه والصورة واضحة لأن الصورة ضبابية الآن وغير واضحة لدى أغلب الشركات». وأكد القرشي أن حجاج الداخل ودول مجلس التعاون بحسب المعلومات المتوافرة لديهم أقل بنسبة كبيرة عن العام الماضي، مرجعاً سبب ذلك إلى الأزمة الاقتصادية العالمية، إضافة إلى التخوف من مرض أنفلونزا الخنازير، وخشية العدوى به. وزاد: «بالنسبة للحجاج القادمين من الخارج فقد كان هناك تخوف في البداية من انتشار أنفلونزا الخنازير، أما الآن فقد حصل ارتداد عكسي، وبدأت الوحدات السكنية والمباني في إعادة روح المنافسة من جديد، فمثلاً تركيا حصتها زادت 25 ألف حاج وهذا مؤشر على أن الانتعاش بدأ يعود شيئاً فشيئاً». وحول استعدادات اللجنة لحج هذا العام، أكد القرشي أن الاستعدادات لهذا العام قائمة على قدم وساق منذ وقت مبكر، إذ بدأت المكاتب لتسويق حملاتها، وسيتم إصدار تصاريح الحج للمواطنين والمقيمين عبر مؤسسات وشركات حجاج الداخل غداً، كما أن هناك احتياطات إضافية مثل وضع طبيب وطبيبة لكل شركة، إضافة إلى ممرض وممرضة وغرفة عزل، وسيتم تدارك أي خطر سريعاً، إلى جانب توزيع الكمامات على الحجاج مجاناً. بدوره، أكد المدير العام لإحدى شركات خدمات حجاج الداخل أحمد الكريشان وجود نقص حاد في حجاج الداخل هذا العام. وقال إن النقص هذا العام في حجاج الداخل سيكون بين 30 و40 في المئة، «وهو يعود في الأساس إلى الأزمة الاقتصادية ثم جاءت أنفلونزا الخنازير فزادت الطين بلة». وأيده زميله سلطان القرشي قائلاً: «الإعلام ضخّم المواضيع، ما أثر علينا سلباً، حتى وصل الأمر إلى أن نرفع شعار «من يحج هذا العام فهو بطل». وقال: «حجاج الداخل في العام الماضي في مثل هذا الوقت كانوا يصلون إلى 70 في المئة، أما هذا العام فلم تصل نسبتهم إلى10 في المئة، وبعضهم إذا وصل المكتب ووجد تطعيماً ألغى حجه، والأبراج الفندقية لدينا في منى لم يسكنها أحد حتى الآن، والعاملون في هذا المجال متأثرون جداً».