أعرب أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عن ثقته في أن رعاية أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح القمة الخليجية المقبلة (في ديسمبر المقبل) «ستساهم في إنجاحها والخروج منها بنتائج تعزز مسيرة مجلس التعاون (الخليجي) وتحقق التكامل بين دوله» . وشدد لدى افتتاحه أمس الدورة الجديدة لمجلس الشورى على ضرورة «التعاون بين دول المنطقة لحل النزاعات بالطرق السلمية، من خلال الحوار والوساطة والتوفيق والاحتكام الى القضاء الدولي كملاذ أخير إن اقتضى الأمر». وفيما لفت الى أهمية منطقة الخليج الحيوية للعالم والصراعات التي شهدتها في العقدين الماضيين، قال إن المنطقة «أحوج ما تكون الى بناء العلاقات بين دولها على أساس من حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية». وحض كل الأطراف اليمنية على «الوقف الفوري للقتال، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة». وقال «إنني على ثقة من أن رؤية أخينا الرئيس علي عبدالله صالح، وحكمته ستعمل على توفير المقومات اللازمة لمعالجة هذه الأزمة، وتجنيب الشعب اليمني المزيد من المعاناة والانقسام» . ودعا أيضاً الى «العمل الجماعي لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل التي باتت تشكل هاجساً أمنياً لدول المنطقة». و أكد دعم قطر الشعب الفلسطيني وقال إن «السلام غير ممكن اذا لم يتحقق العدل» لهذا الشعب. ورأى أن «عدم اعتراف دول كثيرة بنتائج الانتخابات الديمقراطية في فلسطين( في إشارة ضمنية الى فوز حماس) ومعاقبة شعبها بالحصار قد أفقد دولاً كثيرة صدقيتها عند حديثها عن الديموقراطية والانتخابات في ظل الاحتلال والحصار». ودعا القوى الرئيسة في العراق إلى «العمل معاً لتحقيق التوافق، وتغليب مصلحة العراق على المصالح الطائفية والاقليمية الضيقة، تعزيزاً لوحدة العراق وعروبته وسيادته واستقراره». وقال إنه «لا يمكن للدول العربية أن تستمر بالتذمر من الآخرين الفاعلين من دون ان تحرك ساكناً لدفع موقف عربي واستراتيجية عربية منطلقة من مفهوم موحد للأمن القومي العربي الذي يشمل العراق». وعن لبنان أعرب عن «ارتياح بالغ إلى ما تم اتخاذه من خطوات لتنفيذ اتفاق الدوحة». ودعا القوى اللبنانية كافة الى «تغليب المصلحة الوطنية والعمل في سرعة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في أقرب وقت بما يسهم في عودة الحياة الطبيعية وتعزيز الاستقرار». وأعرب عن ارتياحه أيضاً إلى «التزام السودان بالتعاون مع المجتمع الدولي لحل الصراع في إقليم دارفور». وخلص الى إن «كل الدلائل تشير إلى أن القضايا التي تواجهها المنطقة تتحول إلى مجرد تفاصيل إذا تم تنظيم وترتيب الوضع العربي. التردي العربي الحالي هو المفتاح لفهم تفاقم القضايا المختلفة التي نعاني منها في فلسطين والعراق ولبنان واليمن والصومال وغيرها». وكان الأمير استهل خطابه بالحديث عن الإنجازات الاقتصادية في بلاده وأكد أن «تأهيل المواطن القطري وكفالة أسباب الحياة الكريمة له تأتي في مقدم اولويات الحكومة.