في ضوء الانتقادات والخيبة الفلسطينية والعربية من تراجع الادارة الاميركية عن موقفها من الاستيطان، خففت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون من لهجتها، وقالت في مراكش امس ان الادارة الاميركية «لا تقبل بشرعية الاستمرار في بناء المستوطنات»، في وقت تسارعت التحركات الديبلوماسية العربية والاميركية في سبيل انقاذ عملية السلام المتعثرة. في غضون ذلك، قدمت الدول العربية الى الجمعية العامة للامم المتحدة امس مشروع قرار يعطي اسرائيل والفلسطينيين مهلة ثلاثة شهور لفتح تحقيقات جدية في شأن انتهاك القوانين الدولية خلال الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة نهاية العام الماضي. ويطلب مشروع القرار من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون رفع «تقرير غولدستون» في شأن الحرب الى مجلس الامن. وقال مندوب فلسطين لدى الاممالمتحدة رياض منصور: «بعد ان يقدم الامين العام التقرير، وفيما اذا التزمت اسرائيل بالقيام بما هو مطلوب منها خصوصا مسألة التحقيقات، ستعود الجمعية العامة بعد ثلاثة اشهر للنظر في هذه المسائل برؤية. انها ستتخذ اجراءات اضافية لاحقة، بما فيها العودة الى مجلس الامن». وفي مراكش، شددت كلينتون على ان الموقف الاميركي المعارض للاستيطان «لم يتغير»، موضحة في بيان مكتوب قرأته امام وسائل الاعلام قبل لقاء مع وزير الخارجية المغربي الطيب الفاس الفهري، ان «موقف ادارة اوباما من المستوطنات واضح ولا لبس فيه، وهو لم يتغير: ان الولاياتالمتحدة لا تقبل بشرعية مواصلة (اقامة) المستوطنات». واضافت ان عرض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو تجميداً جزئياً للاستيطان «اقل كثيرا مما كنا نود، لكن اذا ما طبق فسيكون تقييدا غير مسبوق للمستوطنات، وسيكون له أثر كبير وملموس على تقييد نموها». وسعت الى تبديد الشعور بانحياز واشنطن الى الجانب الاسرائيلي بعد اشادتها بعرض نتانياهو واعتباره «غير مسبوق»، فأشادت امس بجهود عباس في تحسين الوضع الامني، مطالبة اسرائيل ب «مبادرات ايجابية» حيال الفلسطينيين. وكان مقررا ان تجري كلينتون في المغرب محادثات ثنائية مع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، وان تلتقي العاهل المغربي الملك محمد السادس، اضافة الى عقد لقاءات جماعية مع وزراء من دول الخليج ومسؤولين من مصر والاردن والعراق على هامش «منتدى المستقبل». كما اعلنت الجامعة العربية ان امينها العام عمرو موسى يجري اتصالات مكثفة مع وزراء الخارجية العرب لتحديد الموعد المناسب لعقد اجتماع طارئ للجنة المبادرة العربية للسلام بناء على طلب السلطة الفلسطينية التي اقترحت عقده في الفترة ما بين 13 و15 الشهر الجاري. وكان موسى صرح امس بأنه يخشى من ان تكون جهود الرئيس باراك اوباما لاستئناف محادثات السلام تتجه نحو الفشل بسبب قضية المستوطنات. وشهدت عمان نشاطاً ملحوظاً في محاولة لتحقيق اختراق جدي في العودة لمفاوضات السلام وتليين المواقف بعد التصلب الاسرائيلي والتراجع الاميركي في موضوع الاستيطان. وأعلن الديوان الملكي ان العاهل الاردني تلقى اتصالا هاتفيا مساء امس من كلينتون اطلعته خلاله على نتائج جولتها في المنطقة، كما التقى كلا من المبعوث الاميركي للسلام جورج ميتشل والرئيس محمود عباس، قبل ان يلتقي الاخيران مساء امس في عمان. وكان ميتشل التقى نتانياهو امس. واكد العاهل الاردني خلال لقائه ميتشل ضرورة استغلال الفرصة المتاحة لتحقيق السلام عبر إطلاق مفاوضات تعالج جميع قضايا الوضع النهائي على أساس المرجعيات المعتمدة ووفق برنامج زمني محدد للوصول إلى حل الدولتين. كما طالب بوقف جميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية، خصوصا المستوطنات والإجراءات التي تهدد هوية القدس. ودعا واشنطن الى لعب دور قيادي في عملية السلام، مشددا على ضرورة تقديم كل الدعم اللازم للسلطة وعباس.