تستعد الأطراف الرئيسة في قوى 14 آذار والمعارضة، كل على حدة، لخوض جولة اخيرة من المفاوضات الحاسمة لتذليل العقبات التي ما زالت تؤخر استكمال إعلان اللوائح بأسماء مرشحيها في عدد من الدوائر الانتخابية، وخصوصاً في جبل لبنان. ويفترض ان يشكل الأسبوع الفاصل بين عيدي الفصح لدى الطوائف المسيحية الغربية الذي صادف أمس، ولدى الطوائف الشرقية الذي يصادف الأحد المقبل، نقطة ارتكاز لاختبار مدى استعداد هذه الأطراف لتقديم تنازلات متبادلة من شأنها ان تسرع في ولادة ما تبقى من لوائح المرشحين. (راجع ص 6 و7) ولم تخلُ عطلة العيد امس من تداول الأطراف لدى تبادلها التهاني بحلول عيد الفصح، في السبل الآيلة الى التغلب على ما تبقى من عقبات انتخابية، فيما طغى الهاجس الانتخابي على الخطاب الذي ألقاه رئيس المجلس النيابي نبيه بري لمناسبة تدشين نبع عين الزرقاء في البقاع الغربي لتأمين جر مياه الشفة الى 52 بلدة في المنطقة، وجدد فيه دعوته الى «التقليل من التصريحات المتوترة المبالغ فيها والتقليل من وضع أحجار الأساس لمشاريع يتعثر المواطنون بحجارتها بعد الانتخابات». واعتبر بري ان «تحقيق صعود سياسي لأي فريق بتخويف الناس على مستقبلهم من الطرف الآخر، يوازي بالتأكيد وضع الديون على مستقبل الناس»، مشدداً على ان «صناعة المستقبل وبناءه أمر يعني الجميع وليس صحيحاً ان طرفاً بعينه يمكن ان يمثل المستقبل أو الأمل او التقدم او التغيير لأننا مجتمعون ومتحدون بالكاد نحقق اياً من هذه الأهداف». كما دعا بري في حفل حاشد حضره ممثلون عن 14 آذار والمعارضة، الى جعل الانتخابات «موعداً للعبور الى وطن مستقر وآمن وإلى دخول الانتخابات من باب استكمال المجلس الدستوري وجعل السابع من حزيران (يونيو) موعداً لصيف نستعيد فيه موقع وطننا السياحي في نظام منطقتنا، وليس مجرد عملية انتخابية كل أربع سنوات لتصفية الحسابات السياسية والطائفية والمذهبية والفئوية والجهوية». وبالعودة الى العراقيل التي ما زالت تعيق استكمال تشكيل اللوائح الانتخابية، كشفت معلومات ل «الحياة» ان أبرزها كالآتي: - تأخير إعلان لائحة قوى 14 آذار في بيروت الأولى (الأشرفية) يعود الى عدم حسم اسم المرشحين الأرمنيين على اللائحة، وهذا سيكون مدار بحث في اللقاء الذي يعقد غداً الثلثاء في معراب بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ووفد يمثل الأحزاب والجمعيات الأرمنية المنتمية الى الأكثرية، سيطالبه بسحب مرشح «القوات» ريشار قيومجيان عن مقعد الأرمن الكاثوليك لمصلحة النائب سيرج طورسركيسيان باعتبار ان لا منافس للنائب والوزير جان اوغاسبيان عن مقعد الأرمن الأرثوذكس بعد انسحاب النائب عن حزب الرامغفار هاغوب قصارجيان. - التريث في إعلان اسماء المرشحين بصورة نهائية على لائحة تحالف تيار «المستقبل» ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي ووزير الاقتصاد محمد الصفدي في طرابلس يتعلق بربط الاتفاق النهائي في هذه الدائرة مع التوافق على المرشحين عن دائرة الضنية - المنية في الشمال. كما ان لهذا التريث ارتباطاً مباشراً بمصير المفاوضات الجارية بين رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري و «الجماعة الإسلامية» والتي تستأنف مساء اليوم في جلسة حاسمة تُعقد في قريطم ويشارك فيها عن الجماعة وفد برئاسة نائب أمينها العام ابراهيم المصري. وأكد مصدر في «الجماعة الإسلامية» ل «الحياة» «اننا ما زلنا على طريق التفاوض مع النائب سعد الحريري باتجاه التحالف في ضوء حسم اختيار مرشحنا عماد الحوت في بيروت الثالثة (المصيطبة - المزرعة - زقاق البلاط) واستحالة ترشح رئيس المكتب السياسي علي الشيخ عمار عن احد المقعدين السنيين في صيدا نظراً لأن ترشح رئيس الحكومة فؤاد السنيورة جعل الموضوع محل نظر من جديد. ولفت المصدر نفسه الى ان الجماعة تطالب بمرشحين كحد أدنى في مقابل تأكيد مصدر في «المستقبل» ان النائب الحريري وافق حتى الآن على التعاون مع الجماعة في بيروت الثالثة وأن البحث لا يزال قائماً وأن المخرج قد يكون بوعد الجماعة بتمثيلها بوزير. - بالنسبة الى الدوائر الأخرى، أكد مصدر في قوى 14 آذار ل «الحياة» ان اللوائح اصبحت جاهزة باستثناء دائرة زحلة باعتبار ان المشاورات متواصلة للاتفاق على اسماء المرشحين مع ان لا عودة عن التوافق على ترشيح النائب نقولا فتوش عن احد المقعدين الكاثوليكيين والنائب عاصم عراجي عن السنّة وجوزيف صعب المعلوف عن الأرثوذكس والوزير ايلي ماروني عن الموارنة والضابط المتقاعد ناريك ابراهيميان عن الأرمن، فيما تدور المنافسة على المقعد الكاثوليكي الثاني بين المرشحين ماجدة بريدي رزق وطوني أبو خاطر، إضافة الى عدم وجود بدائل امام الأكثرية من التعاون مع المرشح الشيعي النائب السابق محسن دلول. - أما المعارضة فتواجه هي ايضاً بعض العقبات في استكمال إعلان لوائحها. وفي هذا السياق علمت «الحياة» ان لائحة جزين لن ترى النور ما لم يُصر الى التفاهم على المرشح الشيعي الثاني عن دائرة بعبدا - المتن الجنوبي الى جانب مرشح «حزب الله» النائب علي عمار. وبحسب المعلومات، فإن المشاورات على هذه العقدة مؤجلة الى ما بعد عودة رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون من زيارته التي يبدأها غداً لموسكو، إنما على قاعدة عدم استعداء حركة «امل» للموافقة على ترشح رمزي كنج عن «التيار الوطني الحر» عن المقعد الشيعي في بعبدا من دون أي مقابل، مع ان هناك من يستبعد ترشحه لمصلحة التوافق على مرشح يمثل العائلات في بلدة الغبيري ويكون اقرب الى «أمل»، باعتبار ان لا منافسة على المقعد الشيعي في بيروت الثانية المخصص لمرشح «حزب الله» النائب امين شري. في الوقت ذاته، لم تتوصل المشاورات الى اتفاق في شأن المرشح الدرزي عن بعبدا، فيما يصر الوزير طلال ارسلان على ترشيح مروان ابو فاضل عن المقعد الأرثوذكسي في عاليه في مقابل إصرار الحزب السوري القومي الاجتماعي على ترشيح خليل خير الله لهذا المقعد بذريعة ان أرسلان تنازل عن المقعد الدرزي الثاني لمصلحة توافقه مع رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط وبالتالي لا يحق له احتكار التمثيل الأرثوذكسي في عاليه. كما ان عون لم يحسم امره بالنسبة الى تسمية الماروني الرابع على لائحته عن المتن الشمالي والماروني الخامس عن كسروان، فيما يراهن الوزير السابق سليمان فرنجية على قدرة حليفه عون على سحب مرشحه العميد المتقاعد فايز كرم من زغرتا علماً ان الأخير ماض في ترشحه حتى إشعار آخر. ويشار الى ان إصرار عون على إقصاء الوزير السابق يعقوب الصراف عن الترشح على لائحة المعارضة في عكار لمصلحة مرشحه جوزف شهدا، اخذ ينذر بتداعيات سياسية وانتخابية، خصوصاً إذا استمر الصراف في خوض المعركة.