وجهت أرملة الرئيس السابق للحكومة اللبنانية نازك رفيق الحريري أمس، رسالة مسجلة لمناسبة الذكرى 65 لميلاده، اعتبرت فيها أن «الضمانة الاولى للمحكمة والحقيقة والعدالة وللبنان وشعبه هي وحدتنا وتضامننا وترفعنا عن المصالح الفردية الآنية، والتفافنا حول الدولة ومؤسساتنا»، مؤكدة أنه «لو كتب للرئيس الشهيد رفيق الحريري أن يقف بيننا اليوم، لكان رأس حربة في جهود الوفاق الوطني والمصالحة القومية». وتوجَّهت الى الرئيس الشهيد بالقول: «إن طيفك يرعى مساعي التهدئة التي يقودها ابننا سعد، بهدف قيام حكومة اتحاد وطني من دون تمييز أو تفرقة». وأضافت: «لو قدِّر للرئيس الشهيد رفيق الحريري أن يشاركنا هذه المناسبة لقال لنا ولجميع اللبنانيين لا تحيدوا عن طريق الحق والحقيقة وإن كان مزروعاً بالصعاب، ولا تيأسوا من المطالبة بالعدالة فهي آتية لا محالة، وتابعوا مسيرة بناء الدولة والمؤسسات ولا تتعبوا من مواجهة الصعوبات، فأي تضحية في سبيل الوطن لن تذهب هباء. لو كتب للرئيس الشهيد رفيق الحريري أن يقف بيننا اليوم، لكان رأس حربة في جهود الوفاق الوطني والمصالحة القومية لأنه كان حريصاً على لبنان الوطن والرسالة ومتمسكاً بالدور المتميز الذي يؤديه بلده في المنطقة والعالم ولأنه ضحّى بالغالي والثمين حتى يحافظ على لبنان وطناً نهائياً لكل ابنائه وبلداً عربياً في انتمائه». وتابعت الحريري: «أكاد اسمعك يا رفيق الدرب، ترفع صوت السيادة والاستقلال عالياً، هذا الصوت الذي حاولت يد الإجرام اسكاته فإذا بملايين الأصوات تنطلق مطالبة لها بالعقاب. وها هو طيفك يلوح لي وكأنه أبى الا ان يرعى مساعي التهدئة والتآلف بين اللبنانيين التي يقودها ابننا سعد بهدف قيام حكومة اتحاد وطني تمثل تطلعات اللبنانيين من دون تمييز او تفرقة وتعكس طموحنا جميعاً الى مستقبل واعد والى ان نعيش كلنا تحت سماء لبنان بأمن وسلام. ان طيفك يا رفيق الدرب يتراءى لي وهو يشد على يد المسؤولين كافة والحكماء والعقلاء والحريصين على مصلحة هذا البلد الحبيب وشعبه الطيب لنصل الى الدولة التي تحترم فيها الحقوق وحق العيش بكرامة والحصول على فرص العمل والتعلم وامتلاك ادنى مقومات الحياة كالطبابة والمقومات اليومية، وامتلاك حق الحياة». وأشادت بنجاح الألعاب الفرنكوفونية، وقالت: «انه لواجب علينا اليوم أن نثبت القيم التي ارسى شهيدنا دعائمها بوحدتنا وتضامننا في الداخل وبمساعدة الإخوان العرب والأصدقاء في الخارج ليبقى لبنان منارة للشرق ومحجة للغرب ونموذجاً في الديموقراطية والحداثة والاعتدال، ولا يفوتني في هذه المناسبة ان اشكر كل الإخوان والأصدقاء الذين وقفوا الى جانبنا، ولم يبخلوا بأي دعم على وطننا وشعبنا وقضيتنا. إن المحكمة ولدت لتقول كلمة الحق وترسخ الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان وتوجه رسالة واضحة لمرتكبي الجرائم ضد الرأي والحرية بأن زمن الإفلات من العقاب انتهى وآن الأوان ليطبق القانون بعد عقود طويلة من التصفيات الجسدية لخيرة ابناء الوطن وقادته، والتي قيدت ضد مجهول». ومساء أقامت الحريري مولداً نبوياً في مسجد محمد الأمين وسط بيروت عن روح زوجها في حضور الرئيس المكلف. وكان احتفال اقيم ليل أول من أمس في «بيال» في بيروت بدعوة من الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، حيث أحيت الفنانة ماجدة الرومي امسية غنائية تحت عنوان «للحب سلام» حضرها الى جانب الرئيس المكلف، وزير الثقافة تمام سلام ممثلا الرئيس اللبناني ميشال سليمان والنائب محمد قباني ممثلا رئيس المجلس النيابي نبيه بري ووزير الإعلام طارق متري ممثلا رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة ونائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري ونائب رئيس الحكومة عصام ابو جمرا والرئيس السابق للحكومة سليم الحص ورئيس الهيئة التنفيذية ل«القوات اللبنانية» سمير جعجع وتيمور وليد جنبلاط وعدد من الوزراء والنواب والشخصيات والهيئات الديبلوماسية. استهلت الرومي الأمسية بإهدائها لأرواح الشهداء الابرار، وخاطبت الرئيس المكلف بالقول: «يريدوننا ان ننسى شهداءنا من خلال الانقسام الحاصل بين اللبنانيين، لكنني وكثيراً من اللبنانيين لن تهون علينا يوماً دماء الشهداء، ولن نقبل ان يبقى الشعب اللبناني مشروع استشهاد دائم كلما ارادت دولتان ان تتقاتلا في لبنان»، وأضافت: «من هنا وفي هذه الأمسية أعلن امام جميع وسائل الإعلام، ولائي التام لرئيس الجمهورية ميشال سليمان وللرئيس سعد الحريري، ليس لأنه حاضر بيننا، بل لأنني احب لبنان الدولة والهيبة والمؤسسات الدستورية، ولأنني اعتقد أن كل واحد منا سيقف وقفة ضمير تجاه لبنان. إني اضع صوتي بتصرفكم لأنني اؤمن بأن الحق معكم والله معكم وشعبكم معكم. إننا نريد دولة تشبهنا وتشبهكم، وليس دولة تشبه الجميع الا نحن». واختتمت الرومي الأمسية بأغنية «يا بيروت ام الدنيا» وتسلمت من الحريري درعاً تذكارية.