ألقى رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الكرة في ملعب السلطة الفلسطينية، داعياً اياها الى العودة الى المفاوضات من دون شروط مسبقة، وذلك غداة الدعم الذي لقيه من وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون. في موازاة ذلك، أيدت قمة مصرية - أردنية مطالب السلطة الفلسطينية لاستئناف عملية السلام، ودعت الى تقديم «ضمانات اميركية ودولية» للفلسطينيين من اجل معاودة المفاوضات على اساس وقف كامل وشامل للاستيطان والاعلان عن مرجعية المفاوضات وتحديد سقف زمني لها. وفي القاهرة، اجرى الرئيس حسني مبارك جلسة محادثات مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، أعقبها مؤتمر صحافي لوزيري الخارجية المصري احمد ابو الغيط والاردني ناصر جودة اللذين اكدا دعم بلديهما لموقف الرئيس محمود عباس من ضرورة وقف الاستيطان والحصول على ضمانات لاستئناف المفاوضات. ولخص ابو الغيط الموقف بالقول ان «جهد السلام يتعرض لمشكلة حقيقية» عزاها الى «تصميم الجانب الاسرائيلي على عدم التزام خطة خريطة الطريق التي تطالب بالوقف الكامل للاستيطان». وبعدما اكد «تفهم القاهرة وجهة النظر الفلسطينية»، شدد على ضرورة حصول الجانب الفلسطيني على «ضمانات اميركية ودولية» في شأن التزام تنفيذ تعهدات الرئيس باراك اوباما امام الجمعية العامة للامم المتحدة في شأن الاستيطان والقدسالشرقية وجهد السلام والانسحاب من الاراضي المحتلة وانهاء الاحتلال، بالاضافة الى تحديد الاطار الزمني الذي تتم فيه هذه المفاوضات، مضيفاً انه «يمكن النظر في ضمانات قد تأتي من مجلس الامن». وقال جودة ان «فرصة تحقيق السلام لا تزال موجودة» وان «كل قضايا الحل النهائي مطروح على الطاولة». واكد دعم بلاده للسلطة ولعباس الذي قال انه يبدي التزاما متواصلا بالتعاون في جهود السلام. على خط مواز، أُطلقت في اسرائيل موجة من التصريحات تهدف الى تحميل السلطة مسؤولية افشال عملية السلام، وذلك من خلال دعوة عباس الى استئناف المفاوضات «من دون شروط»، وفي الوقت نفسه التركيز على ان المطلب الفلسطيني بوقف الاستيطان يمثل تغييرا سياسيا من جانب السلطة. في هذا الصدد، اعتبر نائب وزيرالخارجية داني ايالون ان «استئناف المفاوضات رهن بعباس»، في حين دعا نتانياهو في مستهل الاجتماع الاسبوعي لحكومته امس الفلسطينيين الى «العودة الى الصواب» واستئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة، مضيفا ان اسرائيل تبذل جهودا مكثفة لاتاحة استئناف المفاوضات و«قمنا بخطوات مثل ازالة الحواجز ونقاط تفتيش، لكن بينما نتخذ خطوات في اتجاه استئناف المفاوضات، فاننا نصطدم بوضع الجانب الفلسطيني شروطا مسبقة لم يسبق ان وضعوا مثلها». وتابع: «ملتزمون السلام ومستعدون للبدء في المفاوضات السياسية فورا، ونأمل في ان نلقى موقفا مماثلا من الفلسطينيين وان يزيلوا الشروط المسبقة التي وضعوها لاستئناف المفاوضات، والتي لم يضعوا مثلها منذ 16 عاما». وتأتي هذه التصريحات غداة مؤتمر صحافي عقده نتانياهو مع كلينتون مساء اول من امس تماهت خلاله الوزيرة الاميركية مع الموقف الاسرائيلي في مطالبة عباس بالعودة الى المفاوضات من دون شروط «وفي اقرب وقت ممكن»، وفي اعتبار ان وقف الاستيطان لم يكن ذات يوم شرطاً لاستئناف المفاوضات. واعتبرت ان اقتراحات نتانياهو في شأن الحد من الاستيطان «غير مسبوقة»، علماً ان نتانياهو وافق على عدم بناء مستوطنات جديدة في الضفة، غير انه احتفظ بحق توسيع القائم منها حسب ما يسمى حاجات النمو الطبيعي، مستثنياً القدس من اي اتفاق. كما ذهبت كلينتون الى حد توجيه اتهام ضمني للفلسطينيين بعرقلة المفاوضات عندما خاطبت نتانياهو بالقول: «اشيد بكلمتك وباستعدادك للتوجه فورا الى طاولة المفاوضات من اجل اقامة دولة للشعب الفلسطيني، وباستعدادك للجم الاستيطان».