المصطلح أعلاه نسبة إلى «أرامكو» السعودية، وهو ليس ابن عم «الأمركة» ولا حتى هو أخوها من الرضاعة. إنه فقط اتجاه. فكرة ساقتها المدائح والقصائد التي قيلت في سرعة ودقة وانخفاض كلفة تنفيذ شركة أرامكو السعودية للمشاريع، وآخرها مشروع جامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في ثول. والحالة هذه، وإذا أخذنا في الاعتبار قطاع المقاولات والمقاولين «الشكّاء البكّاء» من قلة التمويل وقلة الكوادرالسعودية والبنغلاديشية والفيليبنية – أتمنى معرفة الجنسية التي لم يصادفوا فيها قلة كوادر – فلماذا لا تعطينا «أرامكو» سر الخلطة فنمررها لهم. مَنْ طلبوا أن تسند المشاريع العملاقة إلى الشركة النفطية لجودة تنفيذها ودقة حسابها للتكاليف جانبهم الصواب اقتصادياً على الأقل، فهي شركة طاقة وليست شركة مقاولات، ومَنْ طلبوا تأسيس شركة مقاولات عملاقة تؤسسها «أرامكو» وتطرح للاكتتاب العامّ تحدثوا بعاطفة، وأنا أؤيدهم عليها، وأتمنى أن تكون 10 شركات دفعة واحدة، مع إضافة أن يشترك المقاولون جميعاً (إن حصل) في تأسيس 9 منها، والعاشرة أود «سَفْطَها» لصديق مقاول أحسبه من المثقفين الواعين، ويمكنه أن ينافس الفكر «الأرامكوي» لحبه الشديد للبلده ومهنته، وسأكتفي منه بالعشر أو التسع « يالله إن شاء محد حوّش». كل هذه الطلبات والأحلام ليست قريبة من أرض الواقع، والأقرب الذي يمكننا الاستفادة هو نشر مفصل وعلى نطاق واسع لثقافة «أرامكو» في إدارة المشاريع، فنحن نسمع شائعة مثلاً بأن نظام الشركة يعاقب المقاول أو المورد الذي يغش أو يخطئ في المواصفات بحرمانه من العمل مع «أرامكو» 5 سنوات، وإذا كان هذا صحيحاً ويبدو أنه كذلك، فلا بد من أن معه قوائمَ طويلةَ من الضوابط في الرقابة على الأداء، والتدقيق على الإنفاق جعلت هذه الشركة تستطيع تقديم التنفيذ الأمثل بالكلفة الأفضل. إن نشر هذه الثقافة إما عبْر تعميم ونشر كتب أو مذكرات أو أوراق المشاريع السابقة للشركة، أو عن طريق تدريب وتأهيل مسؤولي المناقصات في الجهات الحكومية، أو حتى المقاولين أنفسهم سيحدث غربلة في السوق، ويجب أن نقر بأن من بين المقاولين والمهندسين السعودين الأفراد من هم مخلصون وطموحون، ويشتعلون بحب الوطن، لكنهم بحاجة إلى خريطة طريق تنفيذية تمكّنهم من أن يكونوا البديل الأفضل لمقاولين لا ينفّذون، أو ينفذون بأسعار مضاعفة. الوطن والمواطنون أولى بها في مشاريع أخرى. إذاً، فلننادِ ب «الأرمكة»، وهو اتجاه يمكننا أن نسحبه على كثير من مناحي العمل الاقتصادي والإداري إذا انتهينا من «سكبه» على قطاع المقاولات، ولتكن المناداة فعلية وليست عاطفية، لأن لغة المشاريع والتنمية والمال لم تعد تستسيغ مصطلحات «الطهبلة». [email protected]