تكررت أمس دعوات الأفرقاء اللبنانيين الى الإسراع في تشكيل الحكومة، وإن برزت من فريق الأكثرية دعوة الى «تواطؤ» الرئيس اللبناني ميشال سليمان والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري لتسريع ولادة الحكومة، في حين استغرب نائب من المعارضة «تأخير التشكيل خصوصاً أن كل الأجواء إيجابية». وشدد نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري على أن «يبقى التفاؤل موجوداً حتى لو كانت الأمور في بعض الأحيان مغلقة لأننا في النهاية نريد جميعاً الحكومة والمؤسسات». وأكد خلال اطلاق مشروع تأهيل الأبنية الأثرية في بترومين الكورة أمس، أن «البعض يستغل رغبة رئيس الجمهورية وموقفه بعدم التوقيع إلا على حكومة وفاق وطني من أجل المطالبة بأكثر مما يستحق»، لافتاً الى أن «المعادلة في لبنان تغيرت وبات على الأكثرية ربح الانتخابات كي تواجه السلاح، واليوم نحن ما بين الحق الديموقراطي للأكثرية وبين قوة السلاح لفرض شروط المعارضة». ولفت عضو كتلة «المستقبل» النيابية نهاد المشنوق في حديث الى محطة «أل بي سي» الى أن «ربط حزب الله موقفه بموقف رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون يعني أن لا رغبة لدى الحزب بتشكيل الحكومة»، معتبراً «أن الشروط المطروحة من قبل المعارضة لا يستطيع أن يلبيها الرئيس المكلف سعد الحريري». وأشار المشنوق الى «أن المعارضة تفرض شروطاً تهدف لتغيير بنية النظام وطبيعته ولو في شكل بطيء»، لافتاً الى أن كلام النائب سليمان فرنجية «يدل على أن لديه رغبة فعلية في تسهيل تشكيل الحكومة»، وسأل: «لماذا لا نجد كلاماً مشابهاً لدى الفرقاء الآخرين في المعارضة»؟ وقال المشنوق إن «العرض الأول الذي قدمه الرئيس المكلف للعماد عون والذي كانت فيه أربع وزارات للتيار الوطني الحر هي وزارات ممتازة»، وأضاف أن الحريري عاد وقدم عرضاً ثانياً بإعطاء عون وكتلته وزارة الاتصالات مع وزارات أخرى «لكنهم رفضوا الوزارات الأخرى». وكشف أن لدى الحريري «تفكيراً جدياً ورغبة في مناقشة الثغرات الموجودة في الدستور وبخاصة في ما يخص صلاحيات رئيس الجمهورية»، مؤكداً أنه «لا بد من تواطؤ إيجابي بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف لتسريع ولادة الحكومة». في المقابل، رأى عضو كتلة «التحرير والتنمية» النيابية علي خريس في ذكرى أسبوع في بلدة البيسارية، أن «من لا يريد للبنان الاستقرار والتطور هو الذي لا يريد أن تكون هناك حكومة وحدة وطنية»، مشيراً الى أن «إسرائيل هي المستفيدة الأولى من عدم استقرار لبنان». وأكد أن «لبنان لا يحكم من فريق أو جهة واحدة ولا يمكن أن يحكم من قبل الموالاة أو المعارضة وحدهما»، مشدداً على أن «لبنان يحكم بوحدة جميع الاطراف وبالشراكة والتوافق». واستغرب عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية نوار الساحلي «الوضع الذي وصلت إليه عملية تأليف الحكومة»، مؤكداً أن «البلد لا يمكن أن يستمر من دون حكومة بل يجب الإسراع بتشكيلها لأن علينا متابعة الأمور اليومية والحياتية للناس». واستغرب الساحلي «تأخير التشكيل خصوصاً أن كل الأجواء إيجابية والجميع يصرح بإيجابية، وبالتالي على الرئيس المكلف أن يتخذ قراراً جريئاً بتشكيل الحكومة، خصوصاً أن المعارضة بكل أطيافها قدمت كل التسهيلات والتنازلات اللازمة لتذليل العقبات، وبالتالي فان كلام البعض عن عراقيل تقوم بها المعارضة ما هو إلا مجرد افتراءات وأضاليل».