يؤكد مراقب المساجد في غرب الرياض عبدالعزيز السنيدي أن من ضمن مسؤوليات خطيب الجمعة الأساسية أن يكون على اطلاع ومعرفة تامة بخطورة خطبة الجمعة وما يلحق بها من التزامات ضرورية. وشدد على أنه «ليس من المقبول أن يعتذر الخطيب بجهله بالتعليمات أو عدم القدرة على تنفيذها أو ما شابه»، لافتاً إلى أن الصرامة والنظام الواضحين المطبقين بهذا الخصوص جعلا من المخالفات التي تجري بشأنه نادرة ولا تصل إلى مستوى الظاهرة». ويوضح السنيدي أن الخطوات المتبعة في الحالات المشابهة تتمثل في «أن يتصل الخطيب في وقت متسع بجهة في فرع الأوقاف مختصة بالخطباء، وهذه الجهة تسمى إدارة التوجيه والأنشطة، وكل خطيب يحصل له ظرف فعليه أن ينسق مع هذه الجهة لتوفير الخطيب البديل، ويتم اتباع الأمر نفسه مع الجوامع التي تكون خالية لفترة محدودة من الخطباء، فهذه الجوامع يتكفل مكتب التوجيه والأنشطة بتأمين خطباء لها». ويضيف: «هذه الجهة المسؤولة لديها أرقام طلبة علم ودعاة رسميين مختصين تابعين للوزارة، والآلية في غاية السهولة واليسر، إذ يتصل المكتب بهؤلاء البدلاء ويكلفهم». ولم يمانع السنيدي من الإقرار بأنه «في حالات نادرة» يقوم الخطيب بتكليف بديل من نفسه، غير أنه يشدد على أن «التعليمات لا تجيز ذلك وتحاسب عليه بما يتوافق مع نظام الوزارة في المخالفة المعينة، ومساحة العذر في هذا الجانب ضيقة؛ لأن إدارة الفرع هواتفها مفتوحة حتى الخميس والجمعة من أجل هذه الأمور الطارئة». ويتابع: «ولهذا قد يترتب على مثل هذه المخالفة أن ينبه الخطيب أو يلفت نظره أو يتابع في ما بعد ليتم التأكد من أن أي إجراء يقوم به تكون إدارة الفرع على علم به، وتعرف أسباب اعتذاره إن كانت صحية أو إجازة أو أي شيء آخر يختص به مكتب التوجيه ويتطلب تكليف نائب عنه». لكن السنيدي يعود ليستدرك: «ندرة هذا الأمر وعدم شيوعه يجعلانه من الشاذ الذي لا حكم له». من جهته، وصف عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة بجامعة الإمام وخطيب جامع مجمع الملك سعود الطبي الدكتور زيد الغنام الخطابة بأنها «وظيفة شرعية مهمة لما لها من تأثير في حياة المسلم، ولا ينبغي التهاون بها بأي حال من الأحوال». وقال: «يحضر الخطبة العامي والمتعلم والمثقف وغير المثقف والكبير والصغير، ولهذا فهي تختلف عن الندوات والمحاضرات بأنها واجبة الحضور بالشروط المعروفة وهي ضرورة ومهمة ولها تأثير كبير». وفي ما يتعلق بالإنابة، يرى الغنام أن «الإمام إذا حصل له ظرف طارئ فيجوز له توكيل غيره من ناحية شرعية، أما نظامياً فإن كان ولي الأمر قد قام بتحديد نظام فيجب على الخطيب اتباعه، لأن طاعة الإمام واجبة، وهو لا يعطي التوجيهات إلا إذا كانت في مصلحة الجامع والخطيب والجماعة على حد سواء». ورمى الغنام باللائمة على «تساهل بعض الخطباء في إنابة من لا يكون أهلاً وغير متوقع إما لجهله أو حماسه أو أنه لا يعرف مقام الخطبة أو يطيل أو يقصر بنحو غير مناسب أو أي شيء شبيه بذلك»، لافتاً إلى أن مسؤولية الخطيب «تقع على عاتقه، وعليه أن يختار الأوثق علماً وينبه الوزارة ويخبر المسؤول عن الجامع بأنه سينيب كما هو معهود أو أن يوكل الأمر إلى الوزارة وهم ينيبون من يصلح، أما انه ينيب من شاء فهو خطأ نظامي غير مقبول، لما يترتب عليه من سلبيات كثيرة، ولا يمكن تلافيها لأنها تصبح جزءاً من الماضي». وتابع: «أنا أعلم أن هناك خطباء يتساهلون بهذا الشأن، لكنني أحذرهم وأذكرهم أن يتقوا الله، في جماعتهم، وأن يحافظوا على الأمانة التي سيسألون عنها قبل المسؤولين أمام الله». وحول تجربته في الجامع، يقول: «أنا خطيب جامع مجمع الملك سعود الطبي منذ فترة، لكن غيابي نادر جداً وإنابتي قليلة جداً، وجميع من وكلتهم بالنيابة كانوا أشخاصاً موثوقين، وكنت أنبههم على التعليمات المطلوبة ولم تحصل لي أي مواقف محرجة في هذا الجانب».