سيطر الجمود على اتصالات تأليف الحكومة اللبنانية في عطلة نهاية الأسبوع، وبدا أن إخراج الحكومة الى النور ينتظر تطورات باتت مجهولة. وعادت الى الواجهة التوقعات التي تربط إزالة العقبات من أمامها بالوضع الخارجي والتعقيدات الكثيرة التي تلف الوضع الإقليمي، وسط اقتناع في بعض أوساط الأكثرية والمعارضة بأن الإلحاح والضغط من قبل القيادة السورية من أجل تسريع التأليف خلال الأسبوعين الماضيين لم يلق التجاوب المطلوب لاعتقاد هذه الأوساط بان التأثير السوري في بعض الحلفاء والأصدقاء لم يعد بالمقدار نفسه حين كان لقواتها وأجهزة استخباراتها وجود ميداني في لبنان. وأعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مرة أخرى أن «الفريق الآخر (المعارضة) لا يريد تشكيل الحكومة في الوقت الحالي»، مشيراً الى «أن رئيس الحكومة المكلف قدم تنازلاً وثلاثة أرباع التنازل بقبوله إسناد وزارة الاتصالات وتوزير الراسبين (الوزير جبران باسيل) لزعيم التيار الوطني العماد ميشال عون في الوقت الذي يرفض الفريق الآخر التراجع قد أنملة». وانتقد الرئيس السابق للحكومة سليم الحص، بتهكم الاتصالات حول التأليف فقال: «متفائلون بأن الحكومة ستعلن قبل نهاية العام المقبل لكننا قلقون للنزاعات خلال عملية التأليف». وفيما حرص نواب من الأكثرية على الانسجام مع تصريحات الحريري بأن الحكومة ستشكل قريباً على رغم الصعوبات، ذكرت مصادر اطلعت على نتائج لقائه مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان أول من أمس ان اللقاء لم يحمل جديداً واقتصر على عرض آخر ما آلت إليه جهود إزالة العقد من أمام التأليف والعرض الأخير الذي قدمه لعون وتردد أنه يتضمن قبوله بتولي أحد وزرائه غير الوزير باسيل حقيبة الاتصالات، إضافة الى حقائب المهجرين والسياحة والثقافة مع وزارة دولة. وذكرت مصادر مواكبة لاتصالات التأليف أن عون طالب بحقيبة أساسية ثانية عن طريق حلفائه، (الطاقة أو التربية أو العدل) ولم يعط جواباً عما إذا كان يقبل بإيكال وزارة أخرى لباسيل غير الاتصالات، فيما التقديرات تشير الى أن عرض الاتصالات عليه بعد أن كان الحريري ينوي إسنادها لوزير من الأكثرية يجعل من العرض الذي قدمه إليه سلة متكاملة، إذا أُدخل إليه اقتراح بحقيبة أساسية أخرى، يعني تغييره بالكامل. ووصف مصدر محايد السجال على الحقائب بالقول إن الخيارات تدور بين سلة تضم «الاتصالات وأخواتها» وأنه إذا كانت المعارضة تريد لعون حقيبة أخرى أساسية، مثل العدل فإنها تصبح سلة «العدل وأخواتها» أو الطاقة وأخواتها... أو «التربية وأخواتها...» بحيث تصعب المزاوجة بين حقيبتين أساسيتين. وفي وقت يدور الحديث على إسناد حقيبة الشؤون الاجتماعية إضافة الى الاتصالات، بدلاً من السياحة أو الثقافة لعون، كما اقترح النائب سليمان فرنجية، على أن يتولاها الوزير باسيل ليسمي عون غيره للاتصالات، فإن مصادر مواكبة للتأليف قالت ل «الحياة» إن المشكلة أنه في كل مرة يقدم الحريري تنازلاً، يطلع عليه فريق المعارضة باقتراح جديد فتتغيّر العروض بين ليلة وضحاها وبات الفريق المعارض يتصرف معه على أن الذي ربح الانتخابات هو المعارضة لا فريقه. وذكر مصدر مطلع أن ما يزيد الخشية من أن هدف المطالب الجديدة التي تُرفع في كل مرة يقدم الحريري سلّة حقائب لعون هو البقاء في دوامة الاقتراحات الجديدة والعقد المستجدة، ان حلفاء الأخير، أي «حزب الله» وحركة «أمل»، لم يقدموا للرئيس المكلف حتى الآن أسماء الوزراء الذين يقترحونهم لنيل الحقائب التي اتفق معهما عليها، ما يعني أنهما يتركان الأمور معلّقة على شماعة المطالب التي تتوالى في شأن الحقائب، وإبقاء تأليف الحكومة مؤجلاً. وأكدت مصادر مطلعة على الاتصالات الخارجية الجارية في شأن لبنان أن التواصل السعودي - السوري مستمر لمتابعة الاتفاق على تسريع إنجازها. وشددت على أن التفاهم بين الرياضودمشق تام في ظل تثبيت الأخيرة رغبتها الجدية في تأليف الحكومة في أسرع وقت. ونقل الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري الذي اجتمع مع الرئيس سليمان امس، عن دمشق دعمها الكامل تشكيل حكومة وحدة وطنية «في أسرع وقت ممكن».