حذّر رئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» سمير جعجع المعارضة من أن «النظام في لبنان لو سقط، فسيسقط على رؤوس الجميع ولا يفكر أحد أن السقف سيهبط من جهة واحدة». وأوضح خلال رعايته حفلة عشاء أقامها قطاع المحامين في «القوات» ليل أول من أمس، أن «البعض يقدمون مطالبهم (في شأن تأليف الحكومة) إلى رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) وعليه أن ينفذها وكأن لا وجود للسلطة في البلد، والبعض مسرور انه يكسر «مزراب العين» في الوقت الحاضر». وكشف أن «الخلاف في تشكيل الحكومة توقف على مسألتين: توزير الراسبين في الانتخابات النيابية أو عدم توزيرهم، وحقيبة وزارة الاتصالات. الفريق الضنين فعلاً على حكومة الوحدة الوطنية بأبسط منطق إذا كان فعلاً يريد الذهاب اليها، واذا كان هناك وجود لنقطتي الخلاف، على كل فريق ان يتخلى عن شرط وبذلك يتنازل كل من الفريقين خطوة باتجاه الآخر». وقال: «لكن القضية ان الرئيس المكلف (سعد الحريري) تنازل خطوة ومن ثم ثلاثة أرباع خطوة ثانية، وحتى الآن لم تشكل الحكومة». وسأل: «بأي منطق نستطيع التصديق أن هناك ارادة فعلية بحكومة اتحاد او وحدة او وفاق وطني في الوقت الذي يرفض الفريق الآخر التراجع قيد أنملة عن أي شرط من الشروط التي وضعها؟». وأضاف: «على من يريد حكومة وفاق وطني أن يكون مستعداً للتحاور مع الآخر وإظهار الليونة». وتابع: «يتكون لدي انطباع وكأن الفريق الآخر لا يريد تشكيل الحكومة في الوقت الحالي... بعيداً من التحاليل عملياً لا وجود لحكومة في لبنان وعملياً كانت هناك نقطتان موضع خلاف حاولنا كثيراً ان يأخذ الفريق الآخر نقطة ونحن نقطة ولكن لم نصل الى نتيجة، وما من نية فعلية لتشكيل حكومة في لبنان او لترك الرئيس المكلف يشكل حكومة في لبنان»، مثنياً على الحريري ل «صبره الطويل وليونته، وجلده وشجاعته وصموده». وقال جعجع: «صراحة بين ان تتشكل حكومة يتحكم فيها الفريق الآخر بالبلد وبين ان نجاهد على أنفسنا، أفضل ان نجاهد على أنفسنا، فالمسألة هي مسألة لبنان ومسألة تصور معين وليست مسألة حقيبة بالزائد او بالناقص، فحكومة الوفاق الوطني لا تعطي الفريق الآخر حقاً في ان يسيطر على مقدرات لبنان، لن نورث اولادنا لبنان لا نؤمن به او لبنان آخر من دون حدود»، مؤكداً «الاستمرار حتى تحقيق حكومة وفاق وطني لا تعطي الآخر الحق في السيطرة على مقدرات لبنان، والمشكلة مع الفريق الآخر هي ان لبنانهم هو اللالبنان، هو لبنان بلا حدود، بلا تاريخ وبلا سياسة، ذلك ان حدوده في الخارج وسياسته في الخارج». وتطرق جعجع إلى الوضع في الجنوب، موضحاً أن «المنطقة في حال غليان، والمنطقة في حال لا استقرار كبير وكلنا يعرف نيات اسرائيل، فلا لزوم للمزايدة، وموضع البحث ليس نيات اسرائيل، الامر المتفق عليه في ما بيننا ولكن كيفية مواجهة نيات اسرائيل، وفي مثل هذا الوضع الجريمة تكمن في قيام اي أحد، بأي عمل او أي خطوة، يمكن ان تصلح كذريعة حتى تنفذ اسرائيل مبتغاها في لبنان او أبعد منه». وأضاف: «هذا الكلام كلنا ينطق به ولكن من وقت لآخر نشهد بعض التفجيرات او عمليات إطلاق صواريخ او بعض الخطوات التي تصلح فعلاً كأعذار لاسرائيل لتقوم بعدوانها على لبنان». وأوضح أن «الدولة موجودة في الجنوب وبحقها المباشر ومن خلال قرار دولي اسمه القرار 1701 لدينا قوة عسكرية قوامها 15 ألف جندي لبناني ولدينا قوى أمن داخلي وفوقهم 10 آلاف جندي دولي، وحقنا كلبنانيين نحصل عليه من الدولة اللبنانية. دولتنا هي المسؤولة عن استتباب الامن في الجنوب في شكل لا يكون فيه ذريعة لأي عدو قريباً كان ام بعيداً، ان يستطيع القيام بأي اعتداء علينا». واعتبر جعجع «ان الدولة اللبنانية على مستوياتها كافة من رئيس الجمهورية، الحكومة، المجلس النيابي، المؤسسة العسكرية، والاجهزة الامنية تتحمل مسؤولية كبيرة في هذه الفترة كي تحصن لبنان وتقيه من اي تقلبات قد تحصل على مستوى المنطقة. وليس من العدل ان يدفع المواطن اللبناني وتحديداً الجنوبي الثمن دائماً، هذا مبدأ نتكلم عنه ولكن الدولة اللبنانية عليها ان تطبقه».