وصفه ماكس موسلي في خضم معركة السباق إلى رئاسة الاتحاد الدولي للسيارات «فيا» خلفاً له، بأنه «رجل القدرة والطاقة والمعرفة». صفات يدرك الرئيس الجديد الفرنسي جان تود أهميتها والمسؤولية التي تلقيها على عاتقه، منذ أن باشر قبل أيام مهامه الجديدة. تفوّق تود (63 سنة) على الفنلندي آري فاتانن، ونال 135 صوتاً (73 في المئة) في مقابل 49 صوتاً لمنافسه، وأعلن أن جدول أعماله «مثقل جداً» بملفات كثيرة «خصوصاً أن اهتمامات الاتحاد الدولي لا تنحصر فقط بسباقات الفورمولا واحد، بل تتعداها إلى أنشطة أخرى تهم ملايين البشر وتشمل حال الطرق والسلامة العامة...». يوضح تود أنه في مرحلة اكتشاف «لن تكون طويلة»، مشدداً على اختلاف أسلوبه ونهجه عن طريقة عمل سلفه موسلي، «فأنا أتيت بفكرة التغيير، تغيير جوهري بنّاء. الأمور تتطور وما كان جيداً ومفيداً قبل عشرة أعوام لا يصلح إلى الأبد. أساساً نحن مختلفان في الثقافة والتطلعات». وإذا كان موسلي أمضى في سدة رئاسة «فيا» 16 عاماً، فان قوانين الاتحاد الدولي لم تعد تسمح بالبقاء في هذا المنصب أكثر من ولايتين. استعاد تود المنصب الذي شغله طويلاً مواطنه جان ماري باليستر، حين كان الرئيس الجديد منشغلاً في عالم الراليات ونجاحات بيجو ثم بلورة «أسطورة جديدة» لفيراري عكس إشعاعها البطل الألماني ميكايل شوماخر. منصب أقر موسلي أن الفرنسي «هو الأفضل» لخلافته فيه، والرئيس العتيد أبدى عقب الفوز استعداده للتعاون مع الكفاءات التي نافسته في إشارة «تحديداً» إلى فاتانن، من منطلق احترام إرادة الجميع وآرائهم، وضرورة العمل «لخدمة عائلة الاتحاد كلها». وأكد تود عشقه لرياضة السيارات، «لذا قبلت بهذا المركز ولأخدم هذه القضية المتشعبة العناوين: إدارة البطولات، السلامة، الحدّ من الكلفة المادية واستهلاك الوقود والتلوث، التربية السليمة...». ويعِد تود باختيار أشخاص مناسبين للمهام الكثيرة التي تنتظر من يتصدى لها، على غرار ما كان يعتمده ضمن الفرق التي أدارها وأشرف على سير عملها بنجاح باهر. ولم ينسَ الإشارة إلى البطل شوماخر، خصوصاً انه يعتبره بمنزلة ابنه نيقولا. النتائج المرتجاة هدف تود، لذا فإن من أولوياته إيجاد لجنة سلوك مستقلة، وإطلاق حوار بنّاء مع مصنعي سيارات فورمولا واحد، وصوغ قوانين واضحة وثابتة، وإرساء علاقة جيدة مع الاتحادات «الميكانيكية» الأخرى. غير أن مسحة التفاؤل والحيوية التي يبديها تود، لا تثير حماسة فاتانن، الذي نافس تحت قيادته خلف مقود بيجو توربو 16 في بطولة العالم عامي 1984 و1985 وحصد خمسة انتصارات، إذ أعلن أنه من الصعب «إزالة نظام متجذر قديم». وأضاف: «أنا مستعد للعمل مع تود لكنه محاط بأشخاص من جماعة موسلي، والمطلوب التجديد والتطوير»، رافضاً «تسيير الأمور وفق أسلوب تبادل الخدمات، لأن الاتحاد الدولي يستحق حياة جديدة ديموقراطية».