لم يتوقع الكثير من المتابعين للمشهد الرياضي السعودي أن يحقق اللاعب سعود كريري نجاحات مع الفريق الاتحادي، عند انتقاله من فريق القادسية قبل سبعة مواسم، إذ انصبت الترشيحات حينها لزميله المهاجم سعيد الودعاني، إلا أن كريري احدث المفاجأة بأدائه الفني المميز، ليصبح من أول موسم له مع الفريق تحديداً في تشرين الثاني(نوفمبر) 2003 إحدى الركائز المهمة لعشرات المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الفريق والمنتخب الوطني، وبرز كريري بشكل لافت في «كتيبة النمور»، تارة يكون الجندي المجهول في الفريق، وتارة هو الجندي المعلوم يؤدي أدواراً عدة داخل المستطيل الأخضر، يحبط مفعول محاولات الخصوم، ويمرر بإتقان. الجهاز الفني في الفريق يراه أحد اللاعبين الذين يملكون فكراً احترافياً عالياً من خلال التزامه بالتعليمات والتوجيهات المتعلقة ببرامجه التأهيلية، ويرى كثيرون أن أخلاقه العالية عززت من نجوميته، وجعلته يحقق مع الفريق أكثر من سبع بطولات. كريري أكد أن وجوده مع فريق يملك كوكبة من النجوم ساعده كثيراً في التألق ومسيرة الإبداع الكروي، ولم يخفِ أنه كان في تحد كبير مع ذاته عندما انتقل إلى الاتحاد، وكيفية فرض اسمه ضمن القائمة الأساسية، «هي مجموعة عوامل يمكن تلخيصها في توفيق الله أولاً، ثم الحفاظ على التدريبات والاستفادة من المدارس التدريبية المختلفة التي تعاقبت على الإشراف الفني للفريق الاتحادي، وكذلك في المنتخب الوطني، إلى جانب تعاون زملائي اللاعبين والمشاركة بروح الفريق الواحد». واعترف كريري بان احترافه في الفريق الاتحادي صقل مهاراته ووظف قدراته بشكل ايجابي، مشيراً إلى أن اللعب مع فريق يضم نخبة من أمهر اللاعبين في السعودية أو المحترفين الأجانب ساهم في خلق المنافسة والبحث عن الذات. وتحدث كريري عن مشوار فريقه في البطولة الآسيوية، مؤكداً أن الفريق يعيش مرحلة رائعة من الاستقرار الفني والاكتمال العناصري، ولا ينقصه سوى التوفيق في المباراة النهائية لدوري أبطال آسيا، وقال: «من بداية مشوارنا في البطولة الآسيوية والفريق يظهر بمستوى فني مشرف، مع تحقيق نتائج إيجابية أهلته إلى الأدوار النهائية، ولا أبالغ عندما أقول إن الاتحاد الأحق بلقب البطولة لاعتبارات عدة، كونه على مستوى فني ثابت لم يخسر أية مباراة، ناهيك عن تحقيق بطولتين سابقتين وهو اسم معروف على الصعيد القاري». واضاف: «ندرك أن هذه الاعتبارات السابقة لا تعني شيئاً في سبيل تحقيق اللقب بقدر ما سيقدمه الفريق من عطاءات، والاستفادة من أخطاء الفريق المنافس في المباراة النهائية، لذلك نحمل على عاتقنا لواء الدفاع عن الكرة السعودية في هذا المحفل، وسنقدم كل مالدينا من طاقات من أجل استعادة اللقب القاري والتأهل إلى نهائيات كأس العالم للأندية للمرة الثانية في تاريخ «العميد»، وأرى ان إصرار زملائي اللاعبين على تحقيق الكأس يطمئننا على ان اللقب لن يغادر خزانة الاتحاد، ونعد جماهيرنا بتحقيقه وإسعادهم بهذا المنجز القاري». وعن الفريق المنافس بوهانغ سيلزر الكوري الطرف الآخر في النهائي، أشار كريري إلى أن وصوله إلى اللقاء الختامي يعد بحد ذاته مدلولاً كافياً على قوته، مبيناً أنه لم يستطع مشاهدة الفريق الكوري عن كثب وإنما مقتطفات من مبارياته، «الفترة المتبقية التي تفصلنا عن النهائي في السابع من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل كافية لمشاهدة الفريق المنافس والتعرف على مواطن الضعف والقوة». ورد نجم الوسط الاتحادي الذي ولد في الثامن من تموز (يوليو) 1980 على استعانة المدرب كالديرون بخدماته في خط الدفاع بحسب ظروف المباريات الماضية، قائلاً: «سعود كريري جاهز لخدمة فريقه في أي مركز يرى فيه الجهاز الفني أنني سأعود بالنفع على الفريق، وليست المرة الأولى التي ألعب فيها مدافعاً في مباراة ناغويا التي أقيمت في جدة بعد خروج زميلي المدافع عبيد الشمراني من بداية الشوط الثاني، فقد سبق ان لعبت في مباريات عدة، وأنا بالطبع لاعب ذات دور دفاعي أكثر من الشق الهجومي، واللعب في متوسط الدفاع ليس بجديد عليّ».