لم تتوقف الحملة التي شنّها أكاديميون ودعاة محسوبون على تيارات معينة، منذ خمسة أشهر على رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السابق عبداللطيف آل الشيخ، من الاستمرار فيها حتى بعد إعفائه ليل الخميس الماضي من منصبه، إذ تواصلت الحملة عبر احتفال أحد أصحاب المقاهي الواقعة غرب الرياض بتقديم مشروبات ساخنة مجاناً، تزامناً مع حملة اتصالات على هاتفه الخاص، تضمّنت ألفاظاً بذيئة ونشرها مصورة في مواقع التواصل الاجتماعي. وتفاعل عدد من المغردين أمس عبر وسم في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بعنوان «إعفاء رئيس الهيئات»، إثر إغلاق الشرطة مقهى علّق عليه صاحبه لوحة يحتفل فيها بإقالة آل الشيخ بتقديمه مشروبات مجانية ساخنة لهذه المناسبة، الأمر الذي شجبه معظم المغردين على الوسم، بوصفه تصرف يتضمن التشهير والإساءة، ولا يقبلون ذلك لأي شخص كان. وعن دور الشرطة في إزالة المخالفة قال المتحدث الرسمي لشرطة الرياض العقيد فواز الميمان في حديث ل«الحياة»: «لا أعلم عن هذه الحادثة، ولكن أية عبارة مسيئة لشخص أو لرمز سواء أكانت منشورة على شكل تغريدة أم لافتة أم على مركبة أم في ملعب، تعمل الجهة المختصة على ضبطها وإزالتها». فيما لفت المحامي عبدالرحمن المهلكي في حديث ل«الحياة» أن مخالفة صاحب المقهى القانونية الوحيدة هي إعلانه مشروبات مجانية وتخفيضات غير مرخص لها من وزارة التجارة، مضيفاً: «الحق الخاص بالشكوى مكفول لرئيس الهيئات، إذا اعتبر أن في ذلك إساءة أو تشهير به». وأوضح المهلكي أن دعوى التشهير مكفولة لشخص آل الشيخ على من قام بالاتصال به هاتفياً والتلفظ عليه وعرض رقم هاتفه في مقطع فيديو، مشيراً إلى أن ذلك يدخل ضمن عقوبات نظام مخالفة النشر الإلكتروني الذي ينص على مخالفة نشر البيانات الشخصية من دون موافقة صاحبها، إضافة إلى عقوبات التشهير والإساءة اللفظية. وكان رئيس الهيئات السابق عبداللطيف آل الشيخ، قد تعرّض لحملة هجومية تجاه ما كان يقوم به من إصلاحات جذرية في هيكل الهيئة، وذلك من خلال تغريدات على الوسم المطالب بإعفائه منذ أيلول (سبتمبر) الماضي، وحتى إعفائه الخميس الماضي، إضافة إلى ما قاله أحد المواطنين في مقطع فيديو يتحدث فيه بصيغة الجمع مع آل الشيخ قائلاً: «فرحنا يوم إقالتك»، ووجّه بعد ذلك عدد من الإساءات اللفظية، فيما اقتصر رد آل الشيخ عليه بقوله: «فرحتم لأنكم دواعش». ونشرت «الحياة» رصداً لحملة ممنهجة خلال ثلاثة أيام في 30 تموز (يوليو) 2014، إثر نقل وإقالة عدد من منسوبي الهيئة لمخالفات قاموا بها، وشارك في تلك الحملة دعاة وأكاديميون شرعيون عبر موقع التواصل «تويتر» ضد رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السابق عبداللطيف آل الشيخ، إذ جاءت الحملة عبر الترويج لوسمين بعنوان: «امتناع أعضاء هيئة الرياض عن الميدان» و«المطالبة بإعفاء رئيس الهيئات». وكشفت حسابات في «تويتر» آنذاك عن تقدم خمسة أعضاء من الهيئة بشهادات إلى الرئاسة تفيد بتورط أحد أعضائها (تحتفظ «الحياة» باسمه) بتحريض الأعضاء، وبدأت الحملة بشكل منظم للمطالبة بإقالة رئيس الهيئات، إضافة إلى كتابة عدد من التغريدات التي استخدمت لغة «النصرة» و«الجهاد»، وذلك على إثر ما قام به رئيس الهيئات من نقل لبعض الأعضاء تأديبياً إلى مناطق طرفية. وبرز في الوسمين، تغريدات لعدد من أعضاء هيئة تدريس جامعات معظمهم من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وأعضاء منتسبين لرابطة علماء المسلمين، كما دعمه دعاة وإعلاميون، أحدثوا أخيراً الكثير من الجدل في الساحة الدينية والسياسية.