مرّ مساء 14 تشرين الأول (أكتوبر) على عائلة المقيم الهندي «روبيس تريفيتي» صاعقاً وصعباً وهم يرون طفلتهم «ونسيكا» تتهاوى أمامهم غارقة في دمائها إثر حادثة شجار وإطلاق نار لتلقى ربها بعد 5 أيام من استقبال جسدها الغض طلقة نارية. وتحدث والد الفتاة «ونسيكا»، روبيس تريفيتي إلى «الحياة» من مقر إقامة العائلة في الهند عن تفاصيل الحادثة، متذكراً ليلة مقتل طفلته الصغيرة بحزن وصدمة: «في مساء 14 أكتوبر، سمعنا إطلاق النار في الشارع الذي أسكن فيه في حي الروضة 2، وأصوات شجار بين 7 إلى 8 أشخاص، ونظرت من النافذة لمشاهدة ما يحصل وكان معي ابني وأمامي ابنتي ونسيكا لنرى ما يحدث في الشارع». وأضاف: «كان اثنان منهما يحملان سكاكين كبيرة، وفجأة أطلق أحدهما النار، لأرى ابنتي تسقط أمامي على الأريكة، وتحول الوضع إلى مشهد مأسوي، إذ ارتبك الجميع وبدأ الصراخ في المنزل لأحمل ابنتي، وقابلني أحد الأشخاص السعوديين فحملني مباشرة إلى مستشفى الملك عبدالعزيز في الحرس الوطني». وأشار إلى اهتمام المستشفى باستقباله الحالة مباشرة، واهتمامه بابنته، ومحاولاتهم الحثيثة لإنقاذها بأقصى جهد وبأفضل ما يمكن عمله لمدة 5 أيام، ولكن عند الساعة 10.50 مساء يوم 20 أكتوبر توفيت ونسيكا». وذكر تريفيتي أنه ليس في وضع مناقشة استعادة حقه من الجاني، مشيراً إلى أن الشركة التي كان يعمل بها تتابع القضية في السعودية، كما أكد أنه لم يقرر ما إذا كان سيرجع إلى السعودية أم لا. وقال روبيس إن «الحادثة سببت لي ولعائلتي صدمة لا يمكن أن ننساها.. ونسيكا كانت ذكية جداً، ولكن مشاركة الجميع في الصلاة عليها وحتى السعوديين منهم خفف علينا الواقعة إلى حد كبير وهذه إرادة الرب ولا بد أن نقبل بها». وأضاف أن عودته إلى الهند كانت بسبب «قلبي وقلوب أفراد عائلتي التي تحطمت من الحادثة، إذ لم أعد أرغب في البقاء». وأوضح تريفيتي أنه انتقل إلى العمل في السعودية منذ 3 سنوات فقط، في شركة «أسمنت المدينة» التابعة لمجموعة العبداللطيف، مشيراً إلى أن لديه اثنين من الأبناء، أحدهما الفتاة المغدورة، والآخر صبي «عمره 11 سنة». وذكر أن ونسيكا ولدت في الهند وكانت تدرس في المدرسة الهندية في الصف الثاني، فيما تعمل أمها معلمة بالمدرسة ذاتها. وتمنى والد الفتاة المغدورة من المسؤولين في السعودية النظر إلى مثل هذه الحوادث باهتمام أكبر حتى لا يتكرر حصول مثل هذه القضية المأسوية في المستقبل، كما تمنى أيضاً أن تكون درساً للجاني وأمثاله حتى لا يقعوا في مثل هذا الخطأ ثانية، وأن يكونوا أكثر حذراً عند التعامل مع الأسلحة النارية. من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم شرطة منطقة الرياض الرائد سامي الشويرخ، إن القضية أحيلت إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لإنهاء الإجراءات قبل تحويلها إلى القضاء. وحذّر من حمل الأسلحة «حتى وإن لم تصب أطراف المشكلة فإنها حتماً ستصيب أطرافاً أخرى»، مشيراً إلى أن القضية قيّدت ضد مجهول قبل أن تتمكن الشرطة من القبض على الجاني في فترة وجيزة، فيما أكد على خصوصية القضية لأنها كانت ضد «طفلة بريئة». يذكر أن «الحياة» أشارت في عددها أمس (الأربعاء) إلى حادثة المشاجرة بين شبان سعوديين شرق الرياض، التي انتهت بمقتل الطفلة ونسيكا بطلقة رصاص استقرت في رأسها أثناء مشاهدتها الشجار عبر نافذة المنزل برفقة والديها.