تباينت الآراء والمداخلات بين الرجال والنساء، بين مؤيد ورافض لفكر البليهي، في قراءة نظمتها اللجنة النسائية في نادي حائل الأدبي، مساء يوم الاثنين الماضي حول كتاب «البليهي في حوارات الفكر والثقافة» الذي أعده الكاتب عبدالله المطيري وأصدره النادي، وأدارت الأمسية عضوة اللجنة النسائية تهاني العلي. وقدمت المحاضرة في جامعة حائل جوزاء العنزي عرضاً موجزاً للكتاب، استهلته بمقدمة عن أهمية القراءة، مشيرة إلى أن اختلاف الآراء وتباين الأفكار أمر طبيعي في واقع المجتمعات البشرية، ثم تحدثت عن سيرة البليهي العلمية والعملية. وقالت إن الكتاب أبرز براعة البليهي «كمفكر تنويري اعتمد على ذاته في خروجه على ثقافته السائدة، وأنه وضع يده على السؤال المحوري في مسيرة البليهي الفكرية وهو «لماذا تقدم آخرون، وتخلفنا نحن»؟ ثم بدأت المداخلات ومنها مداخلة لحسني جبر أثنى فيها على البليهي، بصفته «مفكراً ناقماً على من يقدمون مصالحهم الخاصة على المصلحة العامة، وناقداً للأوضاع السائدة في المجتمع» غير أن جبر يرى أن البليهي «أسير المحلية في هذا المجال، مما قد لا يمكن معه تعميم فكره للعالمية». كما وصفه بالشدة والحدة والمبالغة في نقد الذات. وانتقدت الدكتورة الجوهرة الجميل رأي البليهي في ما يخص السلطة، ورأت أن رأيه يتنافى مع الإدارة الإسلامية، «فهو يمعن في جلد الذات». وأوردت الدكتورة صافية أبو جودة بعض التناقضات عند البليهي في الكتاب، منها أنه يرى أن الثقافة العربية الإسلامية «هي ثقافة دينية وثقافة دعوة، مع أنه يقول في الكتاب نفسه أن الغرب أنفسهم اعترفوا أن كل علم لديهم مستمد من العرب المسلمين من دون منازع». وانتقد عضو هيئة التدريس في جامعة حائل الدكتور سليمان يوسف خاطر مقدمة القراءة، بأنها لم تقدم إلا القليل من أفكار البليهي، وأن الورقة مجرد عرض من دون تقديم أي نقد يذكر. واتفقت المحاضرة في جامعة حائل الدكتورة دعد الناصر مع البليهي في وجود أزمة. وقالت: للأسف أوقع فيها البليهي نفسه، فهو يردد عبارات احترام الفرد والحريات والنظرة الشاملة، ومع ذلك لا يوجد تطيق عملي لهذه العبارات». وتتساءل عن السبب الذي يدعو البليهي لتبرئة الآخر وإدانة الذات بالصورة الرتيبة نفسها. ورأى خلف الحشر أن «العنزي» قدمت وريقات مختصرة تخل بأهداف الكتاب. والتمس شتيوي الغيثي العذر للبليهي في شدة نقده للذات، بأنه نظر إلى التاريخ الإسلامي بأجمله. وقال: وجد البليهي ثلاثين سنة مضيئة في حين أن هناك 1400 سنة غير مضيئة»، مضيفاً أن البليهي «يمكن أن نسميه داعية تنوير، وأنه لا يتغافل عن مشكلات الحضارة الغربية، لأن القضية عنده، قضية رفعة أمة».