أكدت قيادة عمليات بغداد عدم اجراء اي تغييرات في قياداتها «حتى الآن» على خلفيات تفجيرات الاحد الماضي، وكشف الناطق باسم القيادة اللواء قاسم عطا ان صوراً للاقمار الاصطناعية قدمتها القوات الاميركية كشفت ان السيارات التي نفذت العمليات الارهابية الاحد فخخت داخل منطقة الحادث، وهي غير تلك التي عرضها محافظ بغداد صلاح عبدالرزاق على الصحافيين. كما نفى قائمقام الفلوجة تصريحات محافظ بغداد ان تكون إحدى السيارات التي استخدمت في التفجيرات الى احدى الدوائر الخدمية في الفلوجة. وأكد عطا في تصريحات الى «الحياة» امس انه «لم تطرأ اية تغييرات على هيكل القيادة في قيادة عمليات بغداد حتى الآن». وأشار الى «صعوبة اقالة (رئيس هذه القيادة) الفريق عبود قنبر في الوقت الراهن». وأضاف «وضعنا خططاً يمكن ان تشمل اعادة نشر بعض القطعات المسيطرة على منطقة التفجيرات الاخيرة لتلافي الخروقات مستقبلاً» وتابع «هناك حراك مستمر في قيادة العمليات واجتماعات متواصلة منذ هجمات الاحد الماضي لاعادة النظر بالخطط الامنية الخاصة بالمناطق المهمة ومراجعتها من اجل سد مواضع الخلل والضعف ومنع الثغرات». وعن ضعف اداء حواجز التفتيش في المناطق المتاخمة للمنطقة كشف عطا «حصلنا على صور جوية من الاقمار الاصطناعية عبر القوات الصديقة (الاميركية) تشير الى ان الحافلات التي نفذت العمليات الارهابية الاحد الماضي غير تلك التي عرضها المحافظ اول من امس على الصحافيين». وزاد ان «السيارات التي نفذت الاعتداءات الارهابية لم تتسلل من مناطق اخرى او من خارج العاصمة. وبحسب الاقمار الاصطناعية فانها فخخت ودفعت الى اهدافها من داخل المربع الامني للمنطقة ذاتها (الصالحية)». واعترف الناطق بوجود «الكثير من نقاط الضعف في التدابير الامنية، وسيتم العمل على سد هذه الثغرات». وجددت محافظة بغداد مطالبتها باقالة قنبر من منصبه وحملته مسؤولية تفجيرات «الأربعاء الدامي» في آب (اغسطس) والاحد الماضي. وأفاد عضو مجلس محافظة بغداد محمد الربيعي ل «الحياة» بان «مجلس المحافظة طالب مجلس الوزراء (مساء أول من أمس) رسمياً باقالة الفريق عبود قنبر من منصبه. ونحن مصرون على هذا الطلب لأننا نحمله مسؤولية كل الخروقات الامنية». ووصف قائمقام الفلوجة سعد عواد تصريحات محافظ بغداد عبدالرزاق أول من أمس بأن إحدى السيارات التي انفجرت في العاصمة الأحد تعود الى احدى الدوائر الخدمية في الفلوجة بأنها «غير مسؤولة وعارية من الصحة»، فيما دعا رئيس المجلس المحلي لمدينة الفلوجة حميد احمد الهاشم الى «عدم القاء التهم جزافاً إلا بعد التأكد وانتهاء التحقيقات»، وطالب «مسؤولي الأمن في بغداد بتحمل مسؤولياتهم والمحافظة على أرواح الأبرياء من أبناء الشعب العراقي وان يتأكدوا أولاً وبعد ذلك يلقون التهم» كما طالب رئيس الوزراء نوري المالكي «بتشكيل لجنة تحقيق للكشف عن ملابسات الحادث والقبض على المتورطين ومحاسبتهم». الى ذلك، أعلن محافظ بغداد في تصريح الى «الحياة» انه اوعز الى الجهات المختصة بتقديم التعويضات المالية الى ذوي الشهداء والجرحى. وأضاف «قدمنا دعوات الى عائلات الشهداء والمتضررين للحضور الى مركز شرطة الصالحية او قائم مقامية الكرخ لتسلم التعويضات المالية» مشيراً الى ان التعويضات ستكون «بموجب قانون تعويض المتضررين من العمليات الارهابية الذي اقره البرلمان في الاول من الشهر الجاري وصادق عليه مجلس رئاسة الجمهورية قبل ثلاثة ايام». ودعا المتضررين الى «جلب الوثائق والمستمسكات التي تثبت تعرضهم للاضرار او ان لديهم شهيداً او جريحاً من جراء التفجيرات». في غضون ذلك، ما زالت منطقة الصالحية، التي شهدت التفجيرات الضخمة الأحد الماضي، تلملم جراحها، فيما لم تبرح عائلات العديد من الضحايا مكان الحادث مطالبين باخراج جثث القتلى من تحت الانقاض وبالاقتصاص من الجناة تارة اخرى. وتتحول المنطقة المنكوبة ليلاً الى لوحة من الشموع المضاءة حزناً على الضحايا الذين بلغ عددهم نحو 130 قتيلاً واكثر من 700 جريح. وبين القتلى نحو 70 طفلاً من روضة خاصة بموظفي وزارة العدل العراقية التي حدث بقربها الانفجار الاول. وبعض الضحايا ما زال تحت الأنقاض.