كابول، بروكسيل، باريس، واشنطن - أ ف ب، رويترز، يو بي أي - قتل ستة موظفين أجانب يعملون لحساب الأممالمتحدة وثلاثة شرطيين وجرح تسعة آخرون بعضهم في حال الخطر، في هجوم شن على مقر بختار للضيافة في كابول أمس الذي يقيم فيه موظفون من المنظمة الدولية. وتبنت حركة «طالبان» الهجوم معلنة أنه «المرحلة الاولى من حملة لعرقلة جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية المقررة في السابع من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل». وقال الناطق باسم وزارة الداخلية الافغانية زمراي بيشاري إن «ثلاثة انتحاريين قتلوا خلال عملية الشرطة التي استمرت ثلاث ساعات في حي شهر اي نو في وسط كابول، من دون أن يوضح ما اذا كانوا فجروا انفسهم او أن الشرطة نجحت في شل حركتهم. واعلن ممثل لوزارة الدفاع أن الانتحاريين الثلاثة كانوا يرتدون بزات للشرطة. وسارع رئيس بعثة الأممالمتحدة في افغانستان كاي ايدي الى تأكيد ان الهجوم الانتحاري لن يمنع المنظمة الدولية من إنجاز مهمتها في هذا البلد، فيما وصف الرئيس حميد كارزاي الهجوم بأنه «لا انساني وحاقد»، وامر بفرض «إجراءات أمنية معززة» على المنظمات الدولية العاملة في كابول. واعتبر الهجوم الانتحاري السادس في كابول خلال شهرين، واسفر عن مقتل 59 شخصاً. ويعود الاعتداء الأخير الى الثامن من الشهر الجاري، حين انفجرت سيارة مفخخة امام السفارة الهندية في كابول، أدَّى الى سقوط 17 قتيلاً و63 جريحاً. وندَّد الأمين العام للحلف الأطلسي (ناتو) اندرس فوغ راسموسين بالهجوم الذي «يثبت أن طالبان هم اعداء الشعب الأفغاني»، مضيفاً أن «ضحايا هذه الهجمات الإرهابية كرسوا انفسهم لمساعدة الشعب الأفغاني على بناء حياة افضل». كذلك، دان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الهجوم الذي «يهدف الى عرقلة تنظيم الانتخابات الرئاسية»، مؤكداً وقوف فرنسا الى جانب الشعب الأفغاني. وبعد انتهاء الهجوم، أُطلق صاروخان على فندق سيرينا الفخم المجاور للقصر الرئاسي في كابول سقطا في حديقته من دون ان يتسببا بإصابات. وهرع أكثر من مئة شخص إلى مخبأ تحت الأرض، علماًً ان الفندق تعرض لاعتداء في كانون الثاني 2008، أدَّى الى مقتل ستة اشخاص. على صعيد آخر، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن أحمد والي كرزاي شقيق الرئيس الأفغاني يتلقى منذ ثماني سنوات راتباً منتظماً من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي أي) مقابل خدمات يقدمها لها بينها الحصول على مجندين للقوات الأفغانية شبه العسكرية التي تعمل بأوامر من «سي اي أي» في ولاية قندهار (جنوب). ونفى أحمد والي صحة التقرير الذي اشار ايضاً الى انه ساعد في اتصال «سي اي أي» باتباع «طالبان» واحياناً الالتقاء بهم ، فيما لم تؤكد «الوكالة أو تنفي مضمونه، وقال ناطق باسمها: «أي منظمة استخبارات محترفة لن تتعاطى مطلقاً مع هذه الاتهامات». جاء ذلك وسط تزايد التوتر بين ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما والرئيس الأفغاني كارزاي بعدما تزعزعت شرعية الأخير بسبب عمليات تزوير في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية. وأعلن الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس ان اوباما الذي سيلتقي غداً القادة العسكريين الاميركيين المعنيين بالملف الأفغاني يوشك على الانتهاء من مراجعة الاستراتيجية الأميركية في هذا البلد. وأوردت «نيويورك تايمز» أن «الاستراتيجية الجديدة تقضي بإرسال قوات إضافية الى مناطق مأهولة، معتبرة ان هذا يعني اعترافاً ضمنياً بأنه لا يمكن القضاء على التمرد. ونقلت الصحيفة عن ضابط بارز قوله: «لم نعد نفكر بتدمير العدو بطريقة تقليدية»، موضحاً ان لب اقتراح الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الأجنبية في أفغانستان سيعتمد نشر قوات أميركية إضافية في عشر مناطق او«اقطاب» مأهولة، بينما تقوم طائرات بضربات جوية على متمردي «طالبان».