نجح الفيصلي في انتزاع تعادل ثمين أمام ضيفه الهلال بهدفين لمثلهما، في المباراة المؤجلة لمصلحة الجولة التاسعة من دوري عبداللطيف جميل، التي جمعتهما أمس على ملعب الأول. لم يجد الهلال أية صعوبة في فرض سيطرته الميدانية منذ الصافرة الأولى، محاصراً أصحاب الدار في مواقعهم الخلفية، إذ اندفع ناصر الشمراني، ومن خلفه البرازيلي نيفيز وسالم الدوسري وعبدالعزيز الدوسري وكذلك سلمان الفرج، للضغط على مرمى إبراهيم زايد. وعلى رغم الأفضلية الزرقاء المطلقة على مساحات المستطيل الأخضر فإن لاعبي الهلال عيب عليهم البحث عن أصعب الحلول للوصول إلى مرمى الفيصلي، إذ يبالغون كثيراً في الاستعراض المهاري، وتمرير أكثر من كرة قبل نقلها إلى مناطق الخطر. الحارس إبراهيم زايد وفّق في أكثر من مناسبة في إنقاذ مرماه من فرص محققة، فخطف كرة من بين أقدام ناصر الشمراني، وبتوقيت رائع أبعد الكرة من أمام عبدالعزيز الدوسري، وكذلك تصدى لانفراد تام من ناصر الشمراني. ووسط الاستحواذ المطلق تبادل لاعبو الهلال أكثر من كرة داخل مناطق الخطر للفيصلي، وصلت أخيراً لسالم الدوسري الذي مارس هوايته بتجاوز أكثر من مدافع، وكذلك حارس المرمى قبل أن يغمز الكرة في حلق المرمى هدفاً أول (27). وواصل الهلال تسلم زمام السيطرة، إلا أنها لم تحمل الخطورة الكافية في ظل سلبية لاعبي الوسط والمهاجمين في التعامل مع الهجمات، فسالم الدوسري يفضل الأداء الفردي، وسلمان الفرج يبذل جهوداً كبيرة من دون فاعلية، وعبدالعزيز الدوسري لا وجود له في المنظومة الزرقاء على الشقين الدفاعي والهجومي، وقبل صافرة نهاية الحصة الأولى تحصّل الفيصلي على خطأ من الطرف الأيمن نفذه وسام سويد بالمقاس على رأس اللاعب عبدالإله العامر الوافد الجديد من صفوف الطائي، وضعها بكل روعه على يمين عبدالله السديري محققاً هدف التعادل (44). وفي الشوط الثاني، لم تختلف الحال كثيراً، فالهلال مستحوذ على الكرة تماماً، والفيصلي مغلق جميع المنافذ بأكبر عدد من المدافعين، ويعتمد على بناء الهجمات المرتدة التي ينطلق خلفها إسلام سراج وعبدالإله العامر، وحاول نيفيز بتسديدة قوية تصدى لها إبراهيم زايد على دفعتين، وكرر المحاولة عبدالله الزوري إلا أن كرته ذهبت في أحضان زايد، المدرب الروماني أدرك تواضع الخطورة في هجمات فريقه وسلبية عبدالعزيز الدوسري، ما دفعه لسحبه والزج بالمهاجم يوسف السالم (60)، وكاد بنتلي أن يكسر حصون الدفاع لأصحاب الضيافة عندما ارتمى على كرة عرضية ونجح في توجيهها إلى المرمى، إلا أن محمد سالم أبعدها من على خط المرمى (64). وعلى رغم قلة هجمات الفيصلي، فإنها كانت تحمل خطورة بالغة في ظل اندفاع لاعبي الهلال للمناطق الأمامية، إضافة إلى ضعف إمكانات سعود كريري الذي استعان به المدرب في مركز قلب الدفاع إلى جانب البرازيلي ديغاو، إذ كان الوصول سهلاً جداً إلى مناطق الهلال الخلفية، الروماني ريجيكامب استعان بحمد الله عوضاً عن سالم الدوسري بحثاً عن زيادة فاعلية مناطق المناورة، وكاد البديل حمد الحمد أن يصل إلى شباك الفيصلي برأسية رائعة أبعدها بكل روعة إبراهيم زايد، فيما ارتطمت كرة البديل الآخر يوسف السالم بالقائم الأيمن (74). مدرب الفيصلي أجرى أول تغييراته عندما زج بالأردني خليل بن عطية على حساب عبدالعزيز الثمالي، في رغبة منه لاستثمار أفضل الهجمات المرتدة، وأضاع ناصر الشمراني أثمن الفرص عندما تلقى تمريره هائلة من عبدالله الزوري في مواجهة المرمى الخالي طوح بها الشمراني بعيداً عن خشبات المرمى، قبل أن يستثمر يوسف السالم خطأ دفاعياً للضيوف ويرسل الكرة في حلق الشباك كهدف هلالي ثان (80)، بعد ذلك سحب ريجيكامب المهاجم ناصر الشمراني وزج بالشاب عبدالله عطيف (84). وقبل صافرة النهاية نجح الأردني خليل بن عطية في إدراك التعادل لمصلحة الفيصلي.