تدرس الهيئة الابتدائية لتسوية الخلافات العمالية في وزارة العمل ملف قضية سعودي فصل من وظيفته في إحدى شركات الاتصالات على خلفية إدلائه بشهادته أمام المحكمة الجزائية بجدة لمصلحة زميله في القضية الشهيرة التي دين فيها «مسؤول» بدس «السم» لزميله في كأس الحليب أثناء العمل. وتأتي هذه التطورات بعد أن تقدم الموظف السعودي بلائحة اعتراضية على الحكم الذي أصدرته الهيئة الابتدائية في مكتب العمل بمحافظة جدة برفض إعادة «الموظف» إلى وظيفته، إذ دوّن عدداً من الملاحظات التي وردت في الحكم. وتسلّمت الهيئة الابتدائية في مكتب العمل بمحافظة جدة المذكرة الاعتراضية على الحكم قبل أن يتم رفعها إلى الهيئة العليا للفصل في الحكم، وذلك بإعادة النظر فيه مرة أخرى، أو تثبيت ما تضمنه الحكم من بنود. وحوت مذكرة الاعتراض التي تقدم بها الموظف نقاطاً عدة، أبرزها أن قرار فصله أرسل من الشركة عبر البريد الإلكتروني، مشيراً إلى أنه تم منعه من دخول مكتبه، إضافة إلى إلغاء الخدمات التي كان يتمتع بها في مقابل وظيفته التي يعمل بها، من أبرزها هاتفه الجوال والتأمين الطبي. وأرجع الموظف إصدار القرار إلى أنه جاء بسبب الإدلاء بشهادته أمام المحكمة في قضية «السم» الذي تعرض له أحد زملائه في العمل، مشيراً إلى أن القرار تعسفي ولا يخضع للأنظمة والقوانين. وكانت الهيئة الابتدائية وبحسب منطوق الحكم (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، أبلغت جميع الأطراف في القضية بأن لهم الحق في الاعتراض على الحكم الابتدائي، وتقديم استئنافهم لدى الهيئة العليا في منطقة الرياض خلال 30 يوماً من تاريخ التبليغ. وتضمن حكم الهيئة الابتدائي تعويض الموظف مبلغ 156 ألفاً عن الإنهاء غير المشروع، وألزمت الشركة (تحتفظ «الحياة» باسمها)، بدفع مبلغ 335 ريالاً قيمة مصاريف العلاج، فيما ردت بقية الطلبات التي قدمها الموظف المدعي، ومنحته الحق في المطالبة بمستحقاته المقررة نظاماً. وجاء حكم الهيئة الابتدائية بعد أشهر من الحكم القضائي الصادر عن المحكمة الجزائية في محافظة جدة، المتضمن سجن «المسؤول» في الشركة بعد إدانته بدس «السم» لزميله، إذ لم يمر سوى أيام وأصدرت بعدها الشركة قراراً بفصل الموظف المدعي وهو أحد الشهود في القضية وأدلى بشهادته أمام المحكمة. وكان الموظف المفصول دوّن شهادته أمام القضاء، وأكد أنه حضر إليه زميله «المدعي» ومعه الكأس وقام بشم رائحته، واتضح له أنها رائحة كريهة، وأفاد بأنه في اليوم الذي تسمم فيه «الموظف» شاهد المتهم أمام مكتب الموظف، وكانت في يده مناديل ويده ممدودة للأسفل ثم رجع إلى مكتبه وسمع أنه وضع «سماً» لزميله. يذكر أن الحكم الذي أصدرته المحكمة الجزائية في محافظة جدة تضمن السجن ل «المسؤول» في شركة اتصالات ثلاثة أعوام مع تكليفه بالأعمال المهنية أثناء فترة التوقيف، وجلده 50 جلدة بعد إدانته بوضع «السم» لزميله في كأس حليب أثناء العمل الرسمي. كما حكمت على المتهم «المسؤول» بحفظ 100 حديث، وحفظ ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم، وقراءة كتاب أحكام العبادات وأركان الإسلام للشيخ عبدالعزيز بن باز، وقراءة كتاب رسائل التوحيد للإمام محمد بن عبدالوهاب، وكتابي الوابل الصيب، والجواب الكافي لمن سأل عن الجواب الشافي وهما لابن القيم مع اختباره فيهما، فيما حفظت المحكمة الجزائية الاتهام بحق ثلاثة متهمين لعدم كفاية الأدلة التي وجهت ضدهم.