عاشت الصحف الأوروبية، منذ إعلان البيت الأبيض عزم رئيس الولاياتالمتحدة الأميركية باراك أوباما، التوجه إلى الرياض لتقديم التعازي في وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ولقاء العاهل السعودي الجديد، ما يشبه سباق تكهن، حول ما يمكن أن تسفر عنه هذه الزيارة غير التقليدية، التي تعكس بحسب صحيفة «لوموند» الفرنسية إدراكاً أميركياً بأهمية وقوة نفوذ المملكة العربية السعودية في المنطقة، ورغبة الرئيس الأميركي في تعزيز علاقات التعاون الاستراتيجية مع الرياض بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز، خصوصاً أن العلاقات بين واشنطنوالرياض (بحسب ذات الصحيفة) شابها في الفترة الماضية بعض التوتر. وقالت صحيفة «لوموند» إن الرياض تفوقت على تاج محل، ودفعت الرئيس الأميركي لاختصار زيارته إلى الهند، ليتمكن من التوجه إلى السعودية لتنقية الأجواء مع حلفائه السعوديين، التي كانت المواقف الأميركية تجاه ما يحدث في المنطقة، من أهم أسباب توترها، إلا أن الصحيفة أشارت إلى عدد من المؤشرات التي قد تعطي العلاقات بين البلدين دفعة جديدة نحو الأمام، والتي لا تقتصر على الاحترام الذي أبداه أوباما إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، من خلال حرصه على التوجه إلى الرياض للقائه وتعزيته، إذ أشارت كذلك إلى اجتماع ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف الذي درس في الولاياتالمتحدة لمرتين مع الرئيس الأميركي في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض بعد تعيينه وزيراً للداخلية. وبدورها أشارت صحيفة «لو باريسيان»، أن الرئيس الأميركي الذي حلّ بالرياض يوم أمس رفقة 30 من كبار المسؤولين الأميركيين كوزير الخارجية، ومدير الاستخبارات المركزية «سي آي إي» ، إضافة إلى مسؤولين سابقين كجيمس بيكر وكوندليزا رآيس، سيسعى جاهداً خلال لقائه بالعاهل الجديد للمملكة العربية السعودية، إلى إعادة تنشيط العلاقة مع بلد له وزن كبير في الشرق الأوسط، وحليف قوي للولايات المتحدة منذ 70 عاماً. واعتبر خبراء أوردت الصحيفة الفرنسية آرائهم، أن الخلافات السعودية الأميركية، خلقت لدى الرياض اعتقاداً أنه لم يعد بإمكانها الاعتماد على واشنطن، إلا أن المتخصص في شؤون العلاقات الأميركية الخليجية فريدريك ويهري، اعتبر أن جميع الخلافات السعودية الأميركية، يمكن تجاوزها، وأن مرحلة جديدة انطلقت يقودها الملك سلمان بن عبدالعزيز. ومن جهتها ركزت صحيفة «ذا ريداكسي» البلجيكية، على الاستقبال الحار الذي حظي به الرئيس الأميركي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وعنونت تغطيتها لوصول الرئيس الأميركي إلى الرياض ب «السعوديون يخصون الرئيس الأميركي باستقبال حار»، مشيرة إلى إشادة الرئيس الأميركي الكبيرة، بالخصال الفريدة التي كان يتمتع بها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، وهو ما جعل صحف بلجيكية وهولندية، تعتبر أن أوباما الذي لم يكن يفوّت فرصة من دون الإشادة بالملك الراحل والإعراب عن تقديره واحترامه له، لم يكن أمامه غير التوجه إلى الرياض، وتقديم العزاء لخلفه، لتأكيد خصوصية العلاقة التي تجمع البلدين، وهو الأمر الذي اعتبرت معظم الصحف، أن القيادة الجديدة للمملكة ستأخذه في عين الاعتبار، خصوصاً بعد الاستقبال الشخصي الحار من قبل الملك سلمان بن عبدالعزيز وحشد من المسؤولين السعوديين، الذي حظي به الرئيس الأميركي فور وصوله إلى الرياض.