زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الصومال التي دمرتها حرب مستمرة منذ عقدين، ولا تستقبل مسؤولين اجانب الا نادراً. وكان في استقبال الرئيس التركي وزوجته، نظيره الصومالي حسن شيخ محمود في مطار مقديشو الجديد الذي بنته شركة تركية، ودشنا رسمياً افتتاحه. وأتخذت لمناسبة زيارة الرئيس التركي اجراءات أمنية مشددة، وأغلق مئات من عناصر الجيش، اجزاء كبيرة من شوارع العاصمة الصومالية، خصوصاً أن الزيارة اتت غداة اعتداء انتحاري استهدف الخميس، فندقاً يقيم فيه اعضاء في الوفد التركي، ما اسفر عن مقتل خمسة صوماليين. ووقع الاعتداء الذي تبناه مقاتلو «حركة الشباب الإسلامية» الموالية لتنظيم «القاعدة» عشية وصول اردوغان الذي أرجأ زيارته بيومين كي يتسنى له السفر الى الرياض لحضور مراسم تشييع الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز. وأشاد أردوغان لدى وصوله الى مطار مقديشو ب «التطورات الكبيرة» التي تحقّقت في الصومال بعد حرب اهلية مدمرة. وفي المقابل، نوه الرئيس الصومالي ب «الدور المحوري والنموذجي» لتركيا في بلاده حيث يقبل مواطنون اتراك ان يقيموا ويعملوا فيها خارج مجمعات سكنية خاضعة لإجراءات امنية مشددة، وذلك خلافاً لمواطني دول أخرى. وأضاف الرئيس الصومالي ان «تركيا ارسلت مواطنيها الى الأرض في الصومال في حين فضل شركاء دوليون ادارة عملياتهم من الخارج». وهذه الزيارة الثانية لأردوغان لمقديشو، بعد طرد قوات الاتحاد الأفريقي «حركة الشباب» من العاصمة الصومالية، وفي آب (اغسطس) 2011، قام أردوغان الذي كان حينها رئيس وزراء، بأول زيارة لزعيم اجنبي للعاصمة الصومالية خلال عقدين. وأعلن أردوغان حينها اعادة فتح السفارة التركية، لا سيما ان بلاده تلعب دوراً نشطاً جداً في الصومال خصوصاً في مجال المساعدة الإنسانية وإعادة الإعمار كما تدير الشركات التركية ميناء مقديشو ومطاراً. وبزيارة الصومال، يختتم اردوغان جولة افريقية قادته الى اثيوبيا وجيبوتي، البلدين اللذين يساهم جنودهما في القوة الإفريقية في الصومال (أميصوم) لمكافحة «حركة الشباب الإسلامية». ومع الصعوبات التي يواجهونها على الصعيد العسكري، تخلى مقاتلو «الشباب» تدريجاً عن القتال التقليدي، لمصلحة عمليات العصابات والاعتداءات الانتحارية وخصوصاً في مقديشو مستهدفين اخيراً أهدافاً ذات قيمة رمزية وتحاط بإجراءات أمنية مشددة. وقبل هجومهم على الفندق الخميس الماضي، اعلنوا في الرابع من الشهر الجاري، مسؤوليتهم عن هجوم انتحاري اوقع اربعة قتلى واستهدف مطار مقديشو، وهو موقع يحظى بحماية امنية مشددة ويوؤي المقر العام للقوة الإفريقية وممثليات اجنبية ومكاتب للأمم المتحدة.