كشف الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن معمر، عن تطبيق خطة تستهدف تدريب 8 ملايين مواطن على ثقافة الحوار خلال 3 أعوام مقبلة، مؤكداً أن أكبر مهددات الحوار هي الإشاعات والتعصب بكل أشكالها. وأوضح ابن معمر أن المرحلة المقبلة ستشهد نقلة نوعية للحوار الوطني في بلاده، بحيث يكون على مدار العام بمشاركة الشباب والنساء بشكل أكبر، إضافة إلى تنظيم حوار حول الخطاب الثقافي السعودي. وأكد أن المركز بدأ في إعداد استراتيجية بنيت على نتائج الدراسة التقويمية الحيادية التي أعدتها جامعة القصيم، وأعلنها أمس في مؤتمر صحافي، فيما أرجع سبب تقلص الخلافات الفكرية والمذهبية بين المتحاورين بمجرد الجلوس على طاولة الحوار إلى الوعي الكامل لدى المشاركين والمشاركات بأن الهدف الوطني أكبر من الخلافات النسبية بينهم. وأوضح أن معظم الحوارات الماضية شهدت توافقاً مقنعاً بين المختلفين فكرياً لأجل تنمية الوطن فكرياً وخدمياً، مشيراً إلى أن الدراسة أوضحت أن 78.8 في المئة من أفراد العينة لديهم معرفة بالمركز، في مقابل 21.8 لم يسمعوا به، «وأكد 40 في المئة من أفراد العينة أن أنشطة الحوار تعد مميزة، بينما أشار 47.7 في المئة إلى عدم علمهم بهذه الأنشطة. وأضاف ابن معمر أن المركز لديه خطة متكاملة لمعالجة تلك النتائج من خلال تنظيم حملة إعلامية كبيرة تستهدف هذه الشرائح، إضافة إلى تطوير الموقع الإلكتروني. وحول المطالبة بإدراج منهج دراسي عن الحوار في المدارس أو الجامعات، أشار إلى أن التربية بالحوار مطلب أساسي يعمل المركز على تكريسه ولا يمكن أن يكون في كتاب أو منهج دراسي، مطالباً بأهمية التربية بالحوار وجعلها أسلوب حياة في المجتمع بمشاركة قطاعات الدولة كافة، سواء الخاصة أم الحكومية. وعلى رغم أن الدراسة طالبت بافتتاح فروع في المناطق للمركز وفق ما طالبت الدراسة، أكد فيصل بن معمر أن المركز حاضر في جميع المناطق من خلال أعضائه المتعاونين، والجولات الميدانية التي تقام سنوياً، «ولذلك لا يسعى المركز لافتتاح فروع أو وحدات في تلك المناطق، لأن هدف المركز هو الحوار على مستوى الوطن كافة بعيداً عن المناطقية». واقترحت الدراسة مناقشة موضوع التعصب في المجتمع السعودي سواء الرياضي أم المذهبي أم الإقليمي، إذ اعتبر أن الأمر مهم جداً، وسينظر في مناقشته كموضوع محوري، مؤكداً في الوقت ذاته أن أحد أبرز أهداف المركز هو تكريس الوحدة الوطنية التي ترفض جميع أشكال التعصب في المجتمع، وكذلك التصنيفات الفكرية التي طالب خادم الحرمين الشريفين بإزالتها، لأن المجتمع مسلم بنسبة 100 في المئة. وأوضحت الدراسة من خلال هذه العينة أن هناك تداخلاً كبيراً بين فلسفة المركز ومرتكزات تلك الفلسفة، كما أشارت الدراسة إلى عدد من المعوقات في نشاط المركز تمثلت في بعد نتائج الحوار عن أرض الواقع، والافتقار إلى طرح المحتوى وورش العمل على الموقع الإلكتروني للمركز، واقتصار المشاركات على المدن الرئيسية، وضعف التواصل بين المركز والجهات الرسمية، وعدم دعم الورش مادياً وبشرياً وتطوير أساليبها، وانقطاع التواصل بين المشاركين والمركز فور انتهاء اللقاء.