أبدت القاهرة استياءها من تصريحات أخيرة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني النائب وليد جنبلاط وجه فيها انتقادات لدور مصر في محيطها العربي والإقليمي. وقال مصدر مصري مأذون له ل «الحياة»: «إن مثل هذا الكلام الصادر عن جنبلاط لم يعد مصدراً للمفاجأة في مصر»، ووصفه بأنه «اعتاد على القفز إلى الخلف والأمام في حركة بهلوانية واحدة». وأشار إلى أنه «لم يعد من المستغرب أن نجده مستعطفاً قوى بعينها يقف على بابها عاجزاً ومجرداً من كل كرامة ومحاولاً الوصول إلى قياداتها عبثاً»، وقال: «إنه في محاولاته تلك يسعى الى استرضاء هذه القوى بانتقاده لمصر وسياساتها ومواقفها» و «إنه يقدم أوراق اعتماد جديدة ترشحه مجدداً حليفاً لها ووكيلاً معتمداً في لبنان». وتابع المصدر: «من المؤسف أن نرى للدروز زعيماً كهذا وهي الطائفة الكريمة التي طالما كان تواصلها مع مصر تواصلاً مشرقاً وبناء استفاد منه أبناؤها ولكن يأبى جنبلاط إلا أن يحرق جسوره مع مصر انتظاراً لرضا أسياده الإقليميين وفي الداخل اللبناني عنه ولكن عبثاً ومن دون جدوى». وكشف المصدر عن أن قيادات الحزب التقدمي الاشتراكي «سعت وبشكل حثيث في أعقاب تطاوله منذ عدة أشهر على مصر إلى استرضاء الأخيرة» وأن «مساعيها أدت الى تنظيم لقاء في مقر سكن السفير المصري في بيروت ليبدي جنبلاط خلاله الندم على موقفه ويقدم اعتذاره بالشكل اللائق». وأضاف أن «جنبلاط طلب التوجه إلى مصر فلما لم تتم الاستجابة السريعة إلى طلبه عاد وانقلب كعادته وخرج بافتراءات وتقولات رخيصة على التاريخ المصري وعلى حرب أكتوبر 1973 المجيدة». وشدد المصدر على أن «جنبلاط يؤكد بهجومه الأخير على الدور المصري وضاعة دوره ويكرس شعور الازدراء الذي أصبح يميز مواقف القيادات المصرية منه». وقال المصدر إن «أمثال جنبلاط الذين كانوا يقتلون إخوانهم اللبنانيين والفلسطينيين أثناء الحرب لا يحق لهم الحديث أصلاً حول عمل عسكري بطولي قامت به أكبر قوات مسلحة عربية في التاريخ المعاصر» وأن «الدماء التي يحملها جنبلاط على يديه من أبناء لبنان يجب أن تجعله يتوارى وإلى الأبد في غياهب الخزي وليس بأن يتجرأ بالحديث عمن قدموا أرواحهم فداء لوطنهم وتحريراً لأرضه».