لم يدر بخلد أحد من المرشحين لرئاسة نادي الاتحاد المنافسين للرئيس الحالي الدكتور خالد المرزوقي، أن يتجاوز الرئيس الاتحادي الجديد الأزمة المالية التي كانت تواجه النادي جراء التخطيط غير السليم من إدارة النادي المنتهي تكليفها برئاسة جمال أبو عمارة، لينجح المرزوقي في إسدال الستار على القضايا العالقة في الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» والالتزامات المالية الأخرى كالرواتب المتأخرة للاعبين (أربعة أشهر) والعاملين (ستة أشهر)، في الوقت الذي يتوقع فيه الكثيرون ان النادي دخل في نفق مظلم يصعب الخروج منه. واستطاع الرئيس الاتحادي أن يواجه تلك التحديات بعقلانية بعيداً عن الإعلام، وكلما سئل عنها لم يقطع وعداً بإنهائها بقدر ما كان يشير إلى أن ثمة جهوداً مضنية يبذلها صناع القرار في النادي لحل هذه المعضلة، وفور تسلمه دفة الأمور في النادي الثمانيني وضع تنظيمات مالية وإدارية تواكب التخطيط الاستراتيجي وتطوير الموارد البشرية، في خطوة اتخذها النادي لمواكبة متطلبات الأندية المحترفة والوصول إلى قواعد تنظيم وفق العمل المؤسسي الصحيح، والعمل على تعزيز رؤية وأهداف النادي وكانت أي إدارة تحتاج لتنجزها الى سنوات، أرست قواعدها الإدارة الحالية في غضون أربعة أشهر. وتمكن المرزوقي من إنهاء كل المشكلات التي كانت تعوق العمل المنظم مالياً وإدارياً داخل النادي بقرارات جريئة ومدروسة، يأتي في مقدمها «شرعنة» التعاقدات، لتكون تلك التعاقدات في أروقة النادي بعد أن كانت تبرم خارج أسوار النادي، ولقي البيان الذي أصدره الرئيس الاتحادي الذي يتضمن تنظيم تبرعات أعضاء الشرف على أن تأخذ صفة الرسمية بسندات مكتوبة من الإدارة ترحيباً كبيراً من أنصار النادي، مشيراً بعدها (المرزوقي) الى أنه لم يرد الإساءة لأي أحد من الأعضاء الداعمين بقدر ما كان عملاً تنظيمياً بحتاً، إلى جانب مراجع مالي يدقق الأمور المالية كافة في إطار التنظيم المالي الذي تسعى إليه وفقاً لمعايير وقوانين محددة. ولم تقف إدارة المرزوقي عند هذا الحد بل اتخذت خطوة تعد الأبرز بين الأندية المحترفة بعد برمجة رواتب اللاعبين، إذ باتت مستحقات اللاعبين تودع في حسابات اللاعبين عن طريق الصراف الالكتروني من دون تأخير بعد الوعد الذي قطعته على نفسها أمام لاعبي الفريق، تلك الجهود المضنية لم ترض كبار أعضاء الشرف وأنصار النادي بكل أطيافهم فحسب، بل ثمنت لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم مساعي رئيس النادي الحثيثة وتحركاته الإيجابية حتى لا ينجرّ النادي إلى طريق مسدود مع الاتحاد الدولي لكرة القدم. العارفون ببواطن الأمور في النادي يجزمون بأن مستقبل النادي مالياً وإدارياً سيكون مواكباً لتاريخ «العميد»، وبشير خير لمستقبل زاهر يساعد في حفاظ النادي على المنجز الاتحادي. من جانبه، أكد رئيس النادي الدكتور خالد المرزوقي أنه حريص على الالتزام بتنفيذ برنامجه الرئاسي من خلال وضع تنظيمات وهيكلة إدارية ومالية، متوقعاً أن يشهد النادي استقراراً أكبر في الفترة القليلة المقبلة، ولم يخف الرئيس الاتحادي الذي عمل في إدارة سابقة كنائب لرئيس النادي الراحل الدكتور عدنان جمجوم «رحمه الله» أن ثمة أوضاعاً داخل النادي يسعى لتصحيحها، مشيراً إلى أن أي إدارة جديدة في الماضي كانت تتحمل ما بين أربعة إلى ستة ملايين ريال. وقال: «إدارتنا حملت أعباء مالية وصلت إلى أكثر من 18 مليون ريال، واستطعنا أن نتحمل هذه الأعباء بفضل وقفات أعضاء الشرف المخلصين، وأعتقد لو لم تكن تلك الديون بهذا الحجم لتغيرت الحال». وواصل: «من خلال برنامجي الانتخابي ملتزم بالمحاور الثلاثة التي تضمنها البرنامج والمتمثلة في التنظيم المالي والإداري والاستثماري، وبدأنا بالفعل وكما هو واضح للجميع بقرارات عدة تصب في مصلحة النادي، ستكون عوناً للإدارات المقبلة».