شهدت واجهة المجاز المائية أمسيات موسيقية استضافتها الوجهة السياحية الأحدث في إمارة الشارقة، في ثالث حفلات مهرجان الشارقة للموسيقى العالمية بدورته الثانية، والذي يستمر حتى ال25 من الشهر الجاري. وتضمنت الفعاليات «كورال» موسيقي بتنظيم فرقة فرات قدوري، ومعزوفات لباشا كازان التي أبهرت مرتادي المجاز بعزف مقطوعات مختارة ومتنوعة ومستوحاة من الموسيقى الشعبية البلقانية والموسيقى الشرق أوسطية، وقدمت عدداً من الأغاني من ألبومها الأول الذي يحمل عنوان: «العودة إلى السوق». ونُقلت الحفلات المجانية الأخرى من قلب الشارقة إلى القصباء، نظراً إلى عدم استقرار الأحوال الجوية، فيما شهدت ليالي القصباء حفلات موسيقية أضفت جواً من السحر والتألق، وبدأت بالفرقة الثلاثية «كانيلا»، التي يعود تأسيسها إلى عام 2009 عندما التقت البلغارية ليديا ستانكولوفا والكوبية مالينا إفيلا واكتشفتا عشقهما المشترك للموسيقى العربية واللاتينية والكلاسيكية، وقدم الثنائي عدداًَ من الأعمال على أفضل المسارح في الإمارات العربية المتحدة والمنطقة قبل أن تنضم إليهما الأرجنتينية كلارا أسوجي بعد مضي عام. ولم يثن الجو الممطر الفرقة الموسيقية العراقية بقيادة الموسيقار صادق جعفر عن تقديم معزوفات عميقة طرزت الشارقة بأعذب الألحان وأججت مشاعر الحضور، وصعدت الفرقة إلى خشبة المسرح قبل وقتها المقرر، إلا أن الجرأة في الطرح والامتياز في العزف أنست الجمهور دقائق انتظروها، وتفاعلوا مع الفرقة في ليلة من أجمل الليالي الموسيقية، إذ تأسست الفرقة قبل نحو عام، وبدأت بعازفين قبل أن تكتمل أركانها. وقال مؤسس الفرقة صادق جعفر ل«الحياة»: «لم يكن في أذهاننا إقامة حفلات موسيقية، لكننا سعداء بإعجاب الجمهور بفننا ورسالتنا. بدأت مع صديقي عازف البيانو نشوان، ثم عازف الرق رياض، وتمتاز موسيقانا بالروح العربية الممزوجة بنفحات عراقية وهندية، وهذه الحفلة الأولى لنا في إمارة الشارقة، وسبقها حفلتان إحداهما في دبي والأخرى في القاهرة». ويضيف: «الفضل يعود إلى جاري عازف العود عدنان عبدالرحمن، الذي استشهد في الأحداث الأخيرة، وكنت أمر بجانب بيته إثر انتهاء المدرسة، واستمتع بالعزف معه، وأطلب منه أن يعلمني قليلاً، وكرماً منه صنع لي عوداً بحجم جسمي الصغير، ومنذ ذلك الوقت تفتحت عيني على الموسيقى، ثم التحقت بكلية الفنون الجميلة، وأهداني عوداً، ليلتها لم أر النوم من حجم السعادة، فحينها كنت طالباً وكان من الصعب علي امتلاك ثمن عود». ومن يشاهد الفرقة الموسيقية على خشبة المسرح يحضر مشهداً تمثيلياً متقن الصنع، فالفرقة المكونة من ستة عازفين موسيقيين يتناغمون فيما بينهم كآلة واحدة نظرها منساق باتجاه المشاعر، وأوضح صادق أنه لا ينظر إلى الجمهور لأنه يعيش مع الموسيقى في عالم خيالي يثنيه عن رؤية أي شيء آخر.