قال السفير الفرنسي في دمشق اريك شوفالييه ل «الحياة» ان تأجيل وزير الخارجية برنار كوشنير زيارته لدمشق «لا علاقة له بأي قضية سورية محددة»، مشيراً الى ان الفترة المقبلة ستشهد سلسلة من تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين الجانبين. وأكد انه «ليس هناك موعد نهائي» محدد من أوروبا لتوقيع اتفاق الشراكة مع سورية، مضيفاً ان قرار دمشق إعادة درس آثار الشراكة على عملية الاصلاح والتطوير في الاقتصاد السوري «أمر سيادي». وافتتح شوفالييه أمس مكتب «الوكالة الفرنسية للتنمية» بدلاً من كوشنير. وأوضح في حديث ل «الحياة» ان وزير الخارجية الفرنسي سيزور سورية «في الاسابيع المقبلة. وأؤكد بوضوح كامل ان تأجيل زيارته لا علاقة له بأي قضية سورية محددة. كان مقرراً ان يقوم بزيارة لسورية واسرائيل والاراضي الفلسطينية ولبنان، غير أن أموراً تنظيمية دفعته الى ان تقتصر جولته على زيارة لبنان لحضور حدث ثقافي يشارك فيه الكثير من الكتاب والمثقفين الفرنسيين». وزاد ان تأجيل زيارة كوشنير لدمشق «لن يؤثر في التعاون القائم بين سورية وفرنسا»، وان الفترة المقبلة ستشهد سلسلة من الزيارات، بينها قيام وزير النقل دومنيك بوسيرو وخمسة اعضاء في لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية بزيارة العاصمة السورية بداية الاسبوع المقبل. وأشار الى ان كوشنير كان أرجأ اجتماع سفراء فرنسا في المنطقة كي يتمكن من ترؤسه لدى انعقاده في دمشق في تموز (يوليو) الماضي ل «اظهار ان سورية مهمة لنا وفي المنطقة». كما اشار الى «الزيارة الناجحة» لوزير الخارجية وليد المعلم لباريس نهاية ايلول (سبتمبر) الماضي، وزيارة الامين العام للرئاسة كلود غيان والمستشار الديبلوماسي للرئيس الفرنسي جان دافيد لافيت بداية الشهر الجاري. وقال شوفالييه ان افتتاح «الوكالة للتنمية» جاء بعد نحو سنة على زيارة الرئيس بشار الاسد لباريس، موضحاً ان هذه الوكالة ستكون «أداة تنفيذية لتعزيز التعاون عبر تقديم منح وقروض وخبرة فنية في مجالات النقل والطاقة والمياه». من جهته، قال رئيس «هيئة تخطيط الدولة» السوري تيسير رداوي في حفلة الافتتاح ان العلاقات التاريخية بين دمشق وباريس «تجددت» بزيارة الاسد و «قطعنا خلال سنة شوطاً كبيراً من التعاون وتجديد التعاون». وعن الشراكة السورية - الاوروبية، قال شوفالييه ان باريس ترى ان الاتفاق «يحقق مصلحة مشتركة للطرفين. نحن قمنا بواجبنا لاعداد الاتفاق، وقام الاوروبيون وقالوا لاصدقائنا السوريين: نحن جاهزون للتوقيع» في لوكسمبورغ في 26 الشهر الجاري. وزاد انه «قرار سيادي لسورية ان تقرر ما اذا كانت ستوقع في هذا الموعد أم لا، والقرار لسورية أن تقول اين وكيف ومتى تكون جاهزة للتوقيع. سورية دولة ذات سيادة، والقرار يعود لها في شكل كامل. ما نعرفه، اننا في اوروبا نؤمن ان اتفاق الشراكة سيكون لمصلحة سورية، لكن القرار في النهاية» للحكومة السورية. وأكد ان الرئاسة السويدية للاتحاد وبعض الدول الاوروبية «لم تكن تريد فرض موعد لتوقيع الاتفاق، بل أرادوا القول: نحن جاهزون في هذا الموعد». وقال رداً على سؤال آخر: «اذا كانت سورية تريد بعض الوقت لدرس آثار الاتفاق وانعكاساته على الاصلاح والتطوير، فهذا قرار سيادي، وليس هناك موعد نهائي للتوقيع. لكن من جهتنا، نأمل في حصول ذلك في وقت قريب لأنه في توقيع الشراكة مصلحة مشتركة لسورية وأوروبا».