أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي أهمية التعاون والتنسيق بين العلماء، لتوحيد الجهود من أجل خدمة الدين وتقديمه للناس بالصورة الحقيقية. وأشار إلى أن الدين الإسلامي دعانا إلى الحوار حتى مع غير المسلمين، ومن هذا المنطلق جاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتنظيم مؤتمرات للحوار بين أتباع الديانات والحضارات للتعريف بالإسلام وبالمبادئ الإنسانية التي جاءت بها رسالته للبشرية، وفي مقدمها مبادئ السلام والأمن والتعايش والتعاون بين الشعوب والأمم في ما يصلح حال الإنسانية. جاء ذلك في كلمة له خلال لقائه بعميد معهد خاسكي الدكتور نور الدين مختار اجار وأعضاء هيئة التدريس وطلبة المعهد عند زيارته أمس لمعهد خاسكي لإعداد المفتين في اسطنبول، مبيناً أن هذه الزيارة تهدف إلى تبادل الآراء حول القضايا والمواضيع التي تهم المسلمين وتهم المعنيين بالدعوة والإفتاء والتوجيه الديني. وأكد أن لطالب العلم والواعظ رسالة عظيمة تجاه هذا الدين لأنهم ورثة الأنبياء، وهي نعمة للإنسان أن يختار طريق العلم، مشيراً إلى أن طالب العلم الشرعي يجب أن يتوافر له شرطان وهما أن يكون خالصاً لله وان يكون موافقاً لما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم. ودعا طلاب العلم إلى استشعار المسؤولية الملقاة عليهم وأنهم يحملون أمانة عظيمة تجاه هذا الدين، اذ إن القرآن الكريم هو آخر الكتب السماوية والرسول عليه الصلاة والسلام هو آخر الرسل والرسالة الإسلامية هي عامة لكل البشر، مشيراً إلى أن العالم المخلص هو الذي يسير على المنهج الصحيح، وأن يكون مرجعه في ذلك كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام. وقال: «إن العالم أو المفتي هو ينقل عن الله حكم الله للبشر وعليه أن يخاف من الله وألا يقول إلا بعلم والا يطلب بفتواه شيئاً من أمور الدنيا، وإنما هدفه الأساسي هو رضا الله عز وجل، وأن يبين للناس الحق، وأن يتحرى ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم، وأن يكون على معرفة بطرق البحث وأقوال العلماء في المسألة المراد بحثها، وأن يكون على علم باللغة العربية، لأنها لغة القرآن الكريم». ورحب عميد معهد خاسكي الدكتور اجار بالأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وشكره على زيارة المعهد التي ستكون بداية للتعاون بين المعهد ورابطة العالم الإسلامي والهيئات التابعة لها، خصوصاً معهد إعداد الأئمة ومجمع الفقه الإسلامي التابع للرابطة. وأوضح الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية الدكتور جعفر عبدالسلام أن للعلماء دوراً كبيراً في تبصير الناس بأمور دينهم، فهم ورثة الأنبياء، من أجل ذلك عليهم أن يخلصوا في طلب العلم وأن يكونوا قدوة لغيرهم، وأن يهتموا بمشكلات المسلمين ويحاولوا قدر جهدهم حلها، مؤكداً أهمية أن يقوم طالب العلم بتعلم اللغة العربية لأنها الأساس في طلب العلم، اذ إن جميع الكتب المتعلقة بالدين الإسلامي كتبت باللغة العربية. كما زار الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أمس مركز الأبحاث التاريخية والفنون والثقافة الإسلامية في إسطنبول التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي. واستمع لشرح عن المركز من مديره الدكتور خالد أرن الذي أوضح أن المركز يضطلع بنشاطات تتعلق بالبحث والتوثيق والمعلومات حول مواضيع الحضارة والثقافة وتاريخ الدول الإسلامية وتاريخ العمارة والآثار والعمران والفنون الجميلة والحرف اليدوية والمحافظة على التراث الثقافي.