أكدت وزارة التربية والتعليم بدءها العمل جدياً على مجموعة من البرامج التي تستهدف مشكلة العنف بين الأقران، معتبرة أنها باتت تشكّل خطراً على سلوكيات على طلاب العام من أطفال ومراهقين، مبيّنة بأن حالات العنف البدني والنفسي التي تتم ممارستها داخل المدارس تتطلّب وضع حد، كونها تؤثر في العملية التعليمية والتربوية. وأوضحت «التربية» أن الشراكة بينها وبين اللجنة الوطنية للطفولة وبرنامج الأمان الأسري الوطني وبرنامج الأممالمتحدة للأمومة والطفولة «اليونيسيف»، إضافة إلى الشراكة مع إدارة التوجيه والإرشاد وإدارة التدريب والابتعاث في وزارة التربية والتعليم، تهدف إلى وضع البرامج اللازمة التي تسهم في القضاء على ظاهرة «التنمّر»، منوّهة بأنها انطلاقاً من استشعارها لمسؤوليتها ومدى حجم المشكلة وما لها من تأثير سلبي من الناحية النفسية والسلوكية على الطلاب والطالبات في التعليم العام، قامت بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة لوضع الحلول اللازمة. من جانبها، أوضحت الأمين العام للجنة الوطنية للطفولة الدكتورة وفاء الصالح، أن مشروع مناهضة العنف بين الأقران يأتي بموافقة وزير التربية والتعليم رئيس اللجنة الوطنية للطفولة الأمير خالد الفيصل، مشيرةً إلى أن هذه الخطوة من شأنها الإسهام في تحقيق الحماية المناسبة لطلاب وطالبات التعليم العام من أشكال السلوك السلبي كافة. وأضافت في حديثها ل«الحياة»: «إن وزارة التربية والتعليم ومن خلال اللوائح التربوية التي تعنى بالسلوكيات لدى الطلاب والطالبات تعمل على الحد من ظاهرة التنمر ومعالجتها وفق أسس تربوية وعلمية سليمة، ويعد المشروع الوطني للوقاية من ظاهرة (التنمر) بين الأقران في مدارس التعليم العام الذي تعمل عليه اللجنة الوطنية للطفولة بمشاركة برنامج الأمان الأسري وبرنامج الأممالمتحدة للأمومة والطفولة (اليونيسيف) عاملاً مساهماً في وضع مجموعة من البرامج التي تتناسب مع مثل هذه الحالات، التي تحقق التوعية اللازمة، كما أن مشاركة إدارة التدريب والابتعاث وإدارة التوجيه والإرشاد تأتي في شكل جهات تنفيذية للمشروع». وكشفت أن المشروع الوطني للوقاية من ظاهرة «التنمر» بين الأقران في مدارس التعليم العام استهدف عمل دراسة بحثية في الميدان التربوي لمعرفة مدى انتشار الظاهر في السعودية، وتحديد أنواع «التنمر» واستكشاف أسبابه والتعرف على الإجراءات التي تتخذها المدارس تجاهه، واستكشاف إدراك وتوجهات أولياء الأمور والخروج بإحصاءات ونتائج عن مدى انتشاره وتأثيره في الأطفال والمراهقين، مبينة أنه يتم حالياً العمل على إعداد أدلة تدريبية للتعامل مع «التنمر» في المدارس، وتطوير مواد تربوية حوله وآثاره الضارة في ضوء الخبرات العلمية. وأفادت الصالح بأن المشروع يستهدف إعداد الأنشطة التدريبية وحقائب تدريبية للمرشدين الطلابيين، وتولي مهمة تدريب المدربين المركزيين على مستوى إدارات التربية والتعليم، وأخرى لمنسوبي المدارس من معلمين ومديرين ووكلاء ومساعدين، مضيفة: «يشمل المشروع حقائب موجهة للأطفال والمراهقين من الجنسين في مختلف المراحل الدراسية، وذلك لرفع الوعي بهذه المشكلة وطرق التعامل معها، إضافة إلى إعداد نماذج وأنشطة مدرسية لإشراك أولياء الأمور في التصدي لهذه المشكلة».