يستحق نجوم الاتحاد أن تقف لهم الجماهير بمختلف ميولها احتراماً وتقديراً، وأن تصفق الأكف طويلاً إعجاباً بما سطّروا على المستطيل الأخضر من فنون تدرس في الروح العالية التي تأبى الاستسلام أو اليأس، مصحوبة بالقتالية على الكرة والرغبة الجامحة في المزيد من الأهداف حتى والفريق متقدم. هو فن وإبداع وإمتاع ذلك الذي كان ليلة الخميس، تجلى فيه عنفوان الاتحاديين وهم يعطلون الكومبيوتر الياباني ويلغون كل برامجه وينسفون خططه للخروج بالتعادل أو أقل الخسائر، ويحيلون النتيجة إلى تاريخية فضائحية قياساً على سمعة اليابان كروياً، فما عاد أحد في شرق القارة يهزم بهذا العدد الهائل من الأهداف واسألوا فيتنام وإندونيسيا، ولكن الاتحاد فعلها. كان النجوم في الموعد فطوعوا الخصم واستفادوا من النقص، فانتفضت الأرض من تحت الأقدام وهز الجمهور المدرجات دعماً ثم انتشى طرباً، فكان ما كان كل الجميل والدعم المادي والمعنوي الذي حظي به ممثل الوطن كان محل تقدير الاتحاديين إدارة ولاعبين، الذين ردوا بأجمل ما يكون الرد، فلأول مرة يفرغ لاعبو الأندية في مهمات أنديتهم واستحقاقاتها، ولأول مرة يقدم دعم مالي على أعتاب بطولة لأن العادة جرت أن يكون ذلك مكافأة على الفوز أو التأهل. ثم كان حضور رأس الهرم الرياضي الأمير سلطان بن فهد للمباراة دعماً نفسياً ووطنياً على أعلى مستوى جعل اللاعبين يستشعرون عظم المسؤولية الملقاة على عواتقهم في إعادة مجد الكرة السعودية حيث غادرالجميع بما فيهم المنتخب وبقي الاتحاد وحده يحمل لواء الوطن، وهو خير من أسند إليه الأمر وأفضل من قام بالمهمة على أكمل وجه وليس ذلك بجديد، فتاريخه الحافل بالمشاركات الخارجية يقول: «أعط القوس باريها». الاتحاد الآن على أعتاب مجد وفجر جديد للكرة السعودية باللعب على النهائي الآسيوي ثم الظفر بالكأس، وهو المؤهل لها والأجدر بها عطفاً على ما قدم من مستويات راقية وروح عالية ليس لها من اسم إلا أنها روح العميد وحده التي لا تقهر، ليكون سفير العرب في كأس العالم للأندية وهو نعم السفير: «إن كان كل لاعبي الفريق نجوماً فقد تميز نور وكان نوراً أضاء للفريق طريق الفوز»، وهذا هو محمد نور الذي نعرفه في النادي ونفتقده في المنتخب، متى ما كان حاضراً فلا أحد يقف في طريق الفوز كائناً من كان.