أدى قرار جامعة حائل بعدم السماح للطالب الذي يسجل أكثر من مقررين بالتطبيق في الفصل الدراسي ذاته، إلى تأخر تخرج أكثر من 35 طالباً في كلية التربية (كلية المعلمين سابقاً).وأكد عدد من الطلاب المتضررين من القرار ل«الحياة» أن الجامعة اتخذت القرار من دون سابق إنذار، مشيرين إلى أنهم تقدموا لإضافة مادة التربية الميدانية (التطبيق) خلال هذا الفصل، فقوبلوا بالرفض وتفاوت إجابات المسؤولين عن سبب هذا القرار. ولفتوا إلى أن بعضهم أضاف ثلاثة مقررات أو أربعة المتبقية لهم لإنهاء متطلبات الحصول على البكالوريوس، لكن القرار الجديد حرمهم من ذلك. وقال أحدهم (فضل عدم ذكر اسمه): «سجلت مقرراتي في الفترة المسائية لضمان عدم تعارضها مع التطبيق في مدارس المنطقة، إلا أن المسؤول المختص في الجامعة قابل ذلك بالرفض أيضاً، مع أن قسم القبول والتسجيل في الجامعة اقترح على الكلية سابقاً السماح للطلاب بتسجيل مادة التربية الميدانية بغض النظر عن عدد الساعات والمقررات، بشرط ألا تكون في الفترة الصباحية». واستغرب طالب آخر قرار الجامعة هذا «لأنه لا يخدم الطلاب بل يقف في وجه مستقبلهم»، مشيراً إلى أنه يحمل ثلاث مواد فقط، والثالثة عبارة عن ساعة واحدة فقط يمكن أن يدرسها في الوقت المسائي. وأكد أنه نقل مع زملائه معاناتهم لمدير جامعة حائل الدكتور أحمد السيف، لكنه لم يستمع لهم: «طلبنا منه أن يستمع لمعاناتنا فقط، لكن تفاجأنا بطرده لنا». من جهته، رأى عميد كلية التربية في جامعة حائل الدكتور يوسف الثويني أن الطالب الذي يسير في خطته الدراسية بانتظام ووفق ما هو مخطط له في كل فصل دراسي لن يحتاج إلى أن يسجل مع التربية الميدانية أي مقرر آخر، مؤكداً أن هذه هي حال الكثير من الطلبة. وأضاف أن معظم هؤلاء الطلاب راجعوا عمادة الكلية ورئاسة القسم وأعضاء هيئة التدريس، وشرح الجميع لهم أهمية التربية الميدانية ومبررات عدم السماح لهم بالتطبيق في المدارس في حال تسجيل الطالب أكثر من مقررين مع التربية الميدانية. وأكد أن الطلبة الذين طبق عليهم القرار هم أصلاً من الطلبة المقبولين وفق الأنظمة المعمول بها في التطبيق الميداني على نظام كلية المعلمين، الذي ينصّ على عدم السماح للطالب المسجل بأكثر من مقررين بالتطبيق الميداني، ولم يتم أي تعديل على هذا القرار. ورأى أنه من غير المناسب أن يسمح لمن لم يستكمل مواد التخصص الضرورية بنجاح التي تؤهله لأداء مهمته على أكمل وجه أن يطبق في الميدان، مشدداً على أن هذا ما هو معمول به في معظم الجامعات العريقة التي تحرص على نوعية الخريجين الذين يذهبون إلى الميدان، وأن يكونوا خير سفراء لجامعاتهم وأن يؤدوا رسالتهم على أكمل وجه، مع العلم أن عدداً من الجامعات لا يسمح بتسجيل أي مقرر مع التربية الميدانية. وأضاف عميد كلية التربية أن وجود أكثر من مقررين مع التربية الميدانية يؤثر سلباً في سير البرنامج المدرسي في مدارس التطبيق، كما يؤثر سلباً في سير برنامج الطالب والتزاماته واهتمامه بمقرراته الأخرى في الجامعة، وبالتالي لن يؤدي عمله على أكمل وجه في المدرسة، وسيتأثر أيضاً تحصيله العلمي في الكلية. وأشار إلى أن نظام الجامعة يتيح للطلبة التسجيل في الفصل الدراسي الصيفي، الذي يمكّن المتأخرين من اللحاق بزملائهم والتسجيل بالتربية الميدانية من دون وجود مقررات أخرى.