لندن - رويترز - أكد الأمين العام ل «منظمة البلدان المصدرة للنفط» (أوبك) عبدالله البدري أمس ان البلدان الأعضاء في المنظمة سترفع مستويات إنتاجها النفطي في اجتماع كانون الأول (ديسمبر)، في حال انخفضت المخزونات العالمية وتسارعت وتيرة انتعاش الاقتصاد العالمي. وقال البدري لصحافيين في لندن: «هذا الأمر يعود بته إلى الوزراء». وتابع: «السوق تتحسن لكننا نريد دليلاً، إذا رأينا نقصاً فلن تتردد أوبك في زيادة الإنتاج. عندما أفكر في كانون الأول وأنظر إلى الأسعار الآن، أعتقد بأننا في نطاق مريح جداً». وشدد على ان الأسعار الحالية ستضمن استئناف كل المشاريع الإنتاجية في الدول الأعضاء، وعددها 35 مشروعاً أرجأتها الحكومات بسبب تراجع أسعار الخام. واستؤنف أخيراً العمل في سبعة مشاريع قال البدري إنها ستمثل في مجملها 1.2 مليون برميل يومياً من الطاقة الإنتاجية. ورفض كشف هذه المشاريع قائلاً إنها «موزعة بين الدول الأعضاء». ويزور البدري لندن لحضور مؤتمر «النفط والمال 2009» حول صناعة الطاقة في العالم. وقررت «أوبك» خلال اجتماعها الأخير في أيلول (سبتمبر) الماضي، إبقاء مستويات الإنتاج على حالها، وبقي مستوى الإنتاج اليومي 24.84 مليون برميل منذ كانون الثاني (يناير). وتراجع سعر النفط باتجاه 80 دولاراً للبرميل من أعلى مستوى بلغه في 12 شهراً أول من أمس، إذ شجع ارتفاع العملة الأميركية المستثمرين على جني أرباح. وتراجع سعر برميل الخام الأميركي في العقود الآجلة 63 سنتاً إلى 80.74 دولار بعد انخفاضه إلى 79.90 دولار. كما تراجع سعر برميل خام القياس الأوروبي مزيج «برنت» 49 سنتاً إلى 79.20 دولار. وكان سعر برميل الخام الأميركي ارتفع أول من أمس إلى 82 دولاراً، مسجلاً أعلى مستوى منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2008. إذ أظهرت بيانات للحكومة الأميركية انخفاضاً كبيراً في مخزونات البنزين الأسبوع الماضي، وارتفاعاً في الطلب على الوقود بنحو أربعة في المئة على أساس سنوي. لكن مستويات المخزونات بقيت مرتفعة في العالم، بسبب تباطؤ الطلب. وأعلنت «أوبك» ان متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية ارتفع إلى 76.37 دولار للبرميل أول من أمس وكان 75.82 دولار قبل يوم. ولفت محللون إلى أن الأسعار النفط تلقت دعماً من ارتفاع الدولار أمام اليورو وسلة عملات. وأوردت «إم إف غلوبل» في مذكرة: «بات حتمياً تقريباً ان يتحكم الدولار بأسواق السلع الرئيسة الآن، إذ يبدو ان ليس هناك عامل آخر يؤخذ في الاعتبار». ومع ذلك، يقول محللون ان الدولار سيبقى في الأمد البعيد في اتجاه الهبوط بسبب الإيرادات الإيجابية للشركات عموماً، والتوقعات بإبقاء أسعار الفائدة الأميركية منخفضة.