بادرت الديبلوماسية التركية الى خطوة مزدوجة في التعامل مع ردود فعل اذربيجان الغاضبة والمنتقدة للتقارب التركي- الأرميني المتمثل في توقيع بروتوكول لتطبيع العلاقات في زوريخ في العاشر من الشهر الجاري، اذ ارسلت أنقرة مذكرة احتجاج رسمي لأذربيجان على انزال العلم التركي في ضريح الشهداء في باكو المخصص لقتلى الحرب مع ارمينيا حول اقليم ناغورنو قره باخ عام 1993. جاء ذلك قبل توجه وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو الى باكو امس، حيث التقى نظيره الأذري المار محمدياروف والرئيس الهام علييف. وأفادت اوساط ديبلوماسية في الخارجية التركية بأن اللقاءين سادتهما أجواء ودية، وسعى خلالهما داود اوغلو الى التأكيد للمسؤولين الأذريين على ان خطوات التطبيع مع ارمينيا ستمضي بالتوازي مع حلحلة مسألة احتلال ارمينيا اراضي اذرية محيطة بقره باخ وعودة المهجرين واللاجئين الأذريين الى اراضيهم هناك. واكد أن تركيا ستضع كل ثقلها من أجل الضغط على مجموعة مينسك الدولية التي تجتمع في فيينا اليوم بحضور ممثلين عن اعضائها الرئيسيين الثلاثة وهي الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا، من أجل تحريك عملية السلام بين ارمينيا وأذربيجان ووضع خطة لانسحاب القوات الأرمينية. لكن مصادر مطلعة ذكرت ل «الحياة» أن الموقف الأذري يطالب بتعامل اكثر تشدداً مع ارمينيا من أجل ارغامها على الموافقة على الشروط الأذرية، على اعتبار ان ميزان القوى العسكرية بين البلدين اختل لمصلحة الأذريين في شكل كبير خلال السنوات العشر الماضية، اذ ترفض باكو فكرة نشر قوات دولية او مراقبين في الأراضي التي سينسحب منها الجيش الأرمييني، ما يعطّل وضع جدول زمني للانسحاب وتنفيذه. وكان داود اوغلو اطلع البرلمان التركي في جلسة استماع الأربعاء الماضي، على تفاصيل البروتوكول الموقع مع ارمينيا وفوائده من أجل السلام في القوقاز، مشدداً على أن قضية قره باخ شهدت تحركاً كبيراً بفضل مسار التطبيع مع ارمينيا وبالتوازي معه. لكن داود اوغلو فشل في اقناع المعارضة البرلمانية بجدوى التطبيع مع ارمينيا، على رغم تأكيده ان البرلمان وحده هو الذي سيحدد موعد التطبيع لأنه هو من سيصادق على البروتوكول قبل بدء العمل به. وقال احد نواب المعارضة القومية أن مصادقة البرلمان الأرميني على البروتوكول قبل تحقيق اي تحرك في قره باخ، سيضع تركيا في وضع حرج، لأن الضغط الدولي سيزداد عليها من أجل توقيع البروتوكول فوراً، ما سيهدم اي توازي في مسار العمليتين.