فيينا، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في فيينا أمس، في ختام المحادثات بين ايرانوروسيا والولايات المتحدةوفرنسا، وضع مسودة اتفاق يجب الموافقة عليها بحلول غد الجمعة، حول تخصيب اليورانيوم الايراني في الخارج لاستخدامه في مفاعل للبحوث الطبية. جاء ذلك في وقت نقلت وكالة الانباء الطالبية الايرانية (إيسنا) عن محمد قنادي نائب رئيس «المنظمة الايرانية للطاقة الذرية» قوله: «في الشهر المقبل، سيكون لدينا انباء سارة لدولتنا تتعلق بإنجازاتنا النووية». وقال البرادعي: «وزعت مسودة اتفاق تعكس من وجهة نظري مقاربة متوازنة حول كيفية المضي قدماً». وأضاف ان «المهلة النهائية كي تقدم الأطراف ردها، وآمل موافقتها، تنتهي الجمعة»، موضحاً أن أي اتفاق سيُقدم إلى مجلس محافظي الوكالة الذرية المؤلف من 35 دولة للمصادقة عليه. ويُعقد الاجتماع المقبل للمجلس في أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وتابع البرادعي: «كان الكل في هذه المحادثات يحاول التطلع إلى المستقبل وليس إلى الماضي، ومداواة الجروح الموجودة منذ سنوات. الكل يدرك ان هذا (الاتفاق في حال الموافقة عليه رسمياً) هو اجراء مهم جداً لبناء الثقة، يمكن عبره تسوية ازمة متواصلة منذ سنوات، وفتح مجال لمفاوضات» اضافية حول خلافات عالقة أخرى. وأشار الى «وجود مسائل تقنية وقانونية وسياسية كثيرة، ومسائل متصلة بالثقة والأمانة، ولهذا تتطلب الأمر منا بعض الوقت» لإقرار مسودة الاتفاق. واعرب عن «امله الشديد بأن يرى الناس الصورة الكبيرة، ان هذا الاتفاق قد يمهد السبيل امام تطبيع شامل للعلاقات بين ايران والمجتمع الدولي». وأشار الى ان فرنسا جزء من الاتفاق، على رغم رفض ايران مشاركتها. أما رئيس الوفد الايراني علي اصغر سلطانية فلم يذكر ما إذا كانت طهران ستوافق على مسودة الاتفاق. وقال ان «كل التفاصيل ستُكشف الجمعة»، مضيفاً: «يجب ان ندرس هذا النص بدقة، وان نعود ونعكس رأينا واقتراحاتنا او تعليقاتنا، بهدف التوصل الى تسوية ودية في نهاية الامر». وزاد سلطانية وهو المندوب الايراني لدى الوكالة الذرية: «نرحب بهذا الحدث، ونحن نتعاون في شكل كامل». وأضاف ان ايران ستتمكن من الحصول على «الوقود» لتشغيل مفاعلها النووي للبحوث الطبية الذي ينتج خصوصاً نظائر مشعة لمعالجة بعض انواع السرطان. وقال ديبلوماسيون إن المسودة التي قدمها البرادعي تضمنت دعوة الدول الكبرى ايران الى ارسال نحو 75 في المئة من مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب للخارج قبل نهاية هذا العام، لتحويله إلى وقود لمفاعل طهران. وسيحد هذا من الخطر الذي يراه الغرب في أن تستخدم إيران مخزونها المتزايد من اليورانيوم المنخفض التخصيب وتنقيته لدرجة أعلى لصنع قنابل نووية. وكان اليوم الثاني من المحادثات في فيينا الثلثاء الماضي اصطدم برفض ايران اشراك فرنسا في تخصيب اليورانيوم. وقال وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي: «هناك روسيا واميركا. اعتقد ان هذين البلدين كافيان. فرنسا ليست طرفاً يمكن الوثوق به لتزويد ايران بالوقود، نظراً لعجزها عن الوفاء بالتزاماتها في الماضي». ويشير متقي بذلك الى رفض فرنسا تزويد ايران وقوداً نووياً، على رغم امتلاكها منذ عهد الشاه 10 في المئة من شركة تخصيب اليورانيوم الفرنسية «اوروديف». واستؤنفت المحادثات ليل الثلثاء، بعد مشاورات ثنائية اجرتها وفود الدول الاربع، اختُتمت مساءً بلقاء مباشر بين الوفدين الاميركي والايراني بحضور البرادعي في مكتب الاخير. وقال الناطق باسم مجلس الامن القومي الاميركي مايكل هامر الموجود في فيينا ان «الوفدين الاميركي والايراني التقيا تحت اشراف البرادعي في اطار محادثات تقنية تمهد لتطبيق الاتفاق المبدئي الذي تم التوصل اليه في جنيف (في الاول من تشرين الاول/اكتوبر بين ايران والولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا والمانيا) حول تمويل مفاعل الابحاث في طهران» بالوقود النووي. واشار ديبلوماسيون الى حل وسط أعدته الوكالة الذرية للفيتو الايراني على فرنسا، تقوم طهران بموجبه بتوقيع عقد مع موسكو التي تتعاقد بدورها مع باريس. في غضون ذلك، وجه 50 نائباً من الحزبين الديموقراطي والجمهوري في مجلس النواب الاميركي، رسالة الى الرئيس باراك اوباما يطالبونه فيها بتطبيق العقوبات المقررة على الشركات الاجنبية التي تستثمر في مجال الطاقة في ايران. وجاء في الرسالة التي وُجهت بمبادرة النائبين الجمهوري مارك كيرك والديموقراطي رون كلاين: «نحضكم على اعداد تدابير اخرى يمكن استخدامها اذا لم تتمكن الديبلوماسية من تسوية هذا النزاع».