أعلنت «منظمة الخليج للاستشارات الصناعية» (جويك) التي تتخذ من الدوحة مقراً، أن تطوراً ملحوظاً حققته صناعة الزيوت والدهون النباتية والحيوانية في دول مجلس التعاون خلال السنوات الأخيرة، وعزت ذلك الى «ازدياد حجم الطلب المحلي على هذه المنتجات نتيجة ازدياد عدد السكان، وزيادة الوعي بأهمية النظام الغذائي الصحي». وقال أمينها العام عبدالعزيز بن حمد العقيل في حديث الى «الحياة»، إن الاستثمارت التراكمية في هذه الصناعة ارتفعت بين عامي 2002 و2013، من 278.6 مليون دولار إلى نحو 646 مليوناً. وارتفع عدد المصانع العاملة في هذه الصناعة خلال الفترة ذاتها من 24 إلى 37 مصنعاً، كما ازداد عدد العاملين فيها من 2488 إلى 5558 عاملاً». و «نتيجة لهذه التطورات ازدادت الطاقات التصميمية من نحو 875 ألف طن عام 2003 إلى نحو 1.350 مليون طن عام 2013». وفيما رأى العقيل أن «الزيوت والدهون بأنواعها المختلفة ذات أهمية اقتصادية كبيرة في دول مجلس التعاون الخليجي»، وصف تلك المنتجات بأنها «إحدى ركائز الأمن الغذائي، وجزءاً مهماً من النظام الغذائي، وهي مادة أساسية ذات استهلاك كبير في كثير من القطاعات، وهي تتكامل مع الصناعات الغذائية الأخرى في دول مجلس التعاون كإنتاج الأعلاف، ولحوم الدواجن، إضافة إلى إنتاج البروتينات ومركزاتها وغيرها، كما أن لها علاقات تشابكية مع عدد من القطاعات الاقتصادية، منها صناعة الصابون الصناعات التحويلية والصيدلانية والبلاستيكية، وصناعة الكيماويات». وأشارت «جويك» الى إن صناعة زيوت الطعام في دول مجلس التعاون تعتمد أساساً على استيراد الزيوت الخام لتكريرها، بسبب عدم توافر الحبوب الزيتية محلياً، عدا بعض الطاقات لاستخلاص زيوت السمسم، ومعاصر الزيتون التي بدأت حديثاً في المنطقة بعد التوسع في زراعة الزيتون، بخاصة في منطقة الجوف في المملكة العربية السعودية. وأفادت بيانات البوابة التفاعلية المطورة لمعلومات الأسواق الصناعية التابعة لمنظمة الخليج للاستشارات الصناعية، بأن السعودية حازت عام 2013 على المركز الأول في صناعة الزيوت والدهون النباتية والحيوانية، وتمتلك 20 مصنعاً بلغت استثماراتها المتراكمة 285 مليون دولار، أي بنسبة 44.1 في المئة من إجمالي استثمارات دول مجلس التعاون في هذه الصناعة، كما استقطبت 2415 عاملاً، بنسبة 43.5 في المئة من إجمالي العاملين في دول المجلس، كما حازت على 59.5 في المئة من حجم الطاقات التصميمية لدول مجلس التعاون. وحلت الإمارات العربية في المركز الثاني بعدد مصانع قدره 11 مصنعاً، وباستثمارات تراكمية بلغت 225.4 مليون دولار، أي بنسبة 34.9 في المئة، مع 2343 عاملاً كما حازت على 29.1 في المئة من إجمالي الطاقات التصميمية للزيوت والدهون في دول المجلس. واستقطبت السعودية والإمارات نحو 88.6 في المئة من إجمالي حجم الطاقات التصميمية للزيوت والدهون النباتية والحيوانية في دول مجلس التعاون. وجاءت سلطنة عمان في الترتيب الثالث، ولديها 4 مصانع بلغت استثماراتها التراكمية 22.8 مليون دولار وعدد العمال 488، كما حازت على حوالى 9.5 في المئة من إجمالي حجم الطاقات التصميمية لدول مجلس التعاون. وتمتلك الكويت مصنعاً واحداً ينتج عدداً من المنتجات الغذائية، ومنها الزيوت والدهون، بلغت استثماراته المتراكمة 107.2 مليون دولار، مع 263 عاملاً، وساهمت طاقاته التصميمية بنحو 1.8 في المئة من إجمالي طاقات دول المجلس، تلتها قطر التي لديها مصنع واحد لتعبئة زيت الزيتون وباستثمارات قدرها 5.5 مليون دولار و49 عاملاً، وطاقة قليلة بلغت 500 طن فقط. أما البحرين فقد كان لديها مصنع واحد توقف عن العمل منذ مدة طويلة. وتستهلك دول مجلس التعاون وفق بيانات «جويك» كميات كبيرة من الزيوت والدهون النباتية والحيوانية بلغت 1.2 مليون طن عام 2013، وتستهلك السعودية نحو نصف هذه الكمية، أي بنسبة 50.8 في المئة تلتها دولة الإمارات بنسبة 24.4 في المئة ثم الكويت بنسبة 10.5 في المئة تقريباً.