البيرة (الضفة الغربية) - أ ف ب - تمارس نعمة عاصي (48 سنة) التطريز اليدوي منذ 23 سنة، وقد مكنتها هذه المهنة التقليدية من توفير دخل لعائلتها والمساهمة في الحفاظ على التراث الفلسطيني من الانقراض. وبفضل خبرتها، حظيت نعمة بوظيفة رسمية في «جمعية انعاش الاسرة» التي تهتم بمساعدة المرأة الفلسطينية والحفاظ على التراث الفلسطيني، إذ تتولى تعليم فتيات ونساء اخريات مهنة التطريز. وتقول نعمة: «من خلال هذه المهنة المتعلقة أصلاً بالثوب والتراث الفلسطينيين، تعمل النساء على تجديد التراث الفلسطيني ومنعه من الانقراض». وتبلغ تكلفة تطريز الثوب الواحد ما بين 1200 الى 1500 دولار، ويشمل هذا المبلغ القماش وثمن الخيوط المستخدمة، في حين لا يتعدى أجر المرأة التي تطرز الثوب 300 دولار. وتحظى المطرزات الفلسطينية، خصوصا تطريز الاثواب والادوات المنزلية القديمة، بشهرة واسعة جعلت الكثير من الفلسطينيين الذي يعيشون خارج الاراضي الفلسطينية يبحثون دائما عنها لتزيين منازلهم. وتفيد رجاء غزاونة (40سنة) التي تعمل أيضا في التطريز بأن الكثير من الشركات الاجنبية العاملة في الاراضي الفلسطينية تطلب منها تطريز شعار هذه الشركات على الطريقة الفلسطينية، ومنها شركة يابانية طلبت تطريز شعارها على الطريقة الفلسطينية التقليدية. وتقول بأن فلسطيني يملك مطعما في الولاياتالمتحدة قصدها لتطريز رسوم فلسطينية على زي العاملين في المطعم. وتوضح غزاونة الى ان مهنة التطريز انتشرت بين النساء الفلسطينيات خصوصا في ظل ارتفاع نسبة البطالة بين الرجال بسبب الاوضاع السياسية في الاراضي الفلسطينية. ويعمل سهيل شماع (40 سنة) الذي يملك متجراً في مدينة رام الله في الضفة الغربية لبيع المطرزات الفلسطينية التقليدية على اجتذاب الزبائن، وتنتشر داخل محله اطارات وادوات زينة كتب على بعضها آيات من القران أو كلمات من الانجيل. ويقول :« ما يميز المطرزات الفلسطينية التقليدية انها تتلاءم مع اذواق المسلمين والمسيحيين، ما يجعلها رمزا من رموز التراث الفلسطينية العام». وتحظى محال المطرزات في الاراضي الفلسطينية تحظى باقبال كبير. ويشير الى ان السلع التي يبيبعها تأتي من مختلف القرى ويشتريها من النساء بسعر زهيد. ويرى شماع ان العديد من النساء يقمن بهذا النوع من العمل «للتسلية خصوصاً انهن يمضين وقتاً طويلاً في المنزل دون عمل ودون امكانية التوجه الى أماكن ترفيهية، ولا يقارن المال الذي يحصلن عليه لقاء عملية التطريز بالجهد الذي يبذلنه في اعداد ثوب او تطريز ادوات اخرى من ادوات المنزل». الا ان فريدة العمد مديرة جمعية «انعاش الاسرة» في مدينة البيرة تعارضه وتقول ان «مهنة التطريز فتحت الباب امام النساء الفلسطينيات لتوفير مصدر دخل للاسرة, خاصة وان ابواب العمل اغلقت في وجه الازواج نتيجة الاغلاقات الاسرائيلية». وترتاد جمعية انعاش الاسرة عشرات النسوة، لتعلم فن التطريز والحياكة في قسم خاص افتتحته الجمعية لهذه الغاية.