ماهينور أوزدمير برلمانية بلجيكية شابة من أصل تركي. سردت تجربتها الشخصية، أثناء جلسة «المرأة والإعلام». وكان الهدف من هذا السرد، المطوّل بعض الشيء، تسليط الضوء على دور الإعلام في مسيرة شابة محجّبة ترشّحت للانتخابات البرلمانية، على لائحة حزب مسيحي... وفازت، وعلى الجوانب التي اهتم الإعلام بها. ولدت ماهينور أوزدمير في بروكسيل، لعائلة من أصل تركي. مالت نحو دراسة المحاماة ثم عدلت لأنه لا يحق لها المرافعة في المحكمة، وهي محجّبة. فدرست العلوم السياسية، وانطلقت في مسيرتها السياسية من الحي الذي تقطنه، وهو حي «متنوّع أو مغلق، بحسب الرائي وموقفه منه»، كما ذكرت. وعندما قررت التوغّل في المعترك السياسي والعملية الانتخابية، كونها بلجيكية من الجيل الثالث، اختارت حزباً وسطاً، الحزب الاجتماعي المسيحي، وانخرطت في صفوفه. وبعد نحو سنة على انتسابها، أدرج اسمها على لوائح الحزب للانتخابات البلدية. «ترددتُ في البداية، ثم اقتنعتُ»، كما ذكرت، وفازت لأنها عملت «من باب إلى باب»، أي أن حملتها ارتكزت الى علاقات مباشرة بالناخبين. ثم احتلت مقعداً في البرلمان البلجيكي، كأول نائبة محجبة. الإعلام، تقول أوزدمير، كان له الفضل في تكوين آرائها، ومساعدتها في مسيرتها. إلاّ أنه شدد كثيراً على حجابها الذي بات وحده في بقعة الضوء، في حين «أنني أمثل كل الشعب البلجيكي ولم أطرح برنامجاً يقتصر فقط على مشكلات المحجبات»، كما قالت. ومن هنا مأخذها على الإعلام. وفي حديث جانبي مع «الحياة» حول نظرتها إلى الموقف من النائبة المحجبة في تركيا، من حيث هاجر أهلها، عبّرت عن نظرة تقنية للمسألة، إذ ميّزت بين تركيا البلد العلماني وبلجيكا البلد التعددي. وفي بلد علماني قد لا يكون ثمة مكان للحجاب في الشأن العام، بينما لا يشكّل الحجاب ومظاهره مشكلة في بلد تعددي.