مع إعلان وزارة الأمن الداخلي الأميركية عن تعزيز الإجراءات الأمنية خارج المباني الفيديرالية في واشنطن بعد اعتداء باريس وبدء البيت الأبيض الاستعدادات لاستضافة قمة دولية تستهدف مكافحة الإرهاب و «الخلايا النائمة»، في 18 شباط (فبراير) المقبل، عاد موضوع الأمن القومي إلى صدارة الأولويات الأميركية وأطلق مراجعة داخل الوكالات المعنية في إدارة باراك أوباما. وأعلن وزير الأمن الداخلي جاي جونسون ليل الإثنين - الثلثاء إطلاق مراجعة حول الإجراءات الأمنية داخل الولاياتالمتحدة ستنتهي خلال شهر وسيتم خلالها النظر بمدى فاعلية وسائل التصدي للإرهاب الحالية وإمكان زيادتها طبقاً للتحول الحاصل في هذا التهديد، خصوصاً من المقاتلين الأجانب العائدين من سورية والعراق واليمن. وأكد جونسون أن تعزيزات هكذه بدأت للتو حول المباني الفيديرالية في واشنطن وفي المطارات وأحزمة البضائع وفي الأماكن العامة الحاشدة منذ اعتداء باريس، ووسط مخاوف من استفادة تنظيم «القاعدة في اليمن» وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من الزخم الحالي بعد اعتداء باريس وشن اعتداءات أخرى. وفي البيت الأبيض بدأ العمل في الإعداد لقمة مكافحة الإرهاب. وأكدت مصادر موثوق فيها ل «الحياة» أن تركيز القمة سيكون على «الجهود المحلية لمكافحة الإرهاب وتحسين التنسيق بين السلطات والمجالس المحلية على المستوى الدولي». وكانت واشنطن تخطط بداية إلى عقد القمة في 14 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي إلا أن الانتخابات النصفية الأميركية وتعقيدات الحرب الجوية في كل من العراق وسورية حالت دون ذلك وفق المصادر. وستبحث القمة أيضاً في ملف المقاتلين الأجانب وخطر عودتهم من ساحات العراق وسورية إلى الغرب، كما حدث في حال المواطن الفرنسي مهدي نموشي الذي نفذ الاعتداء ضد المتحف اليهودي في بروكسيل في أيلول (سبتمبر) الماضي بعد تمضيته عاماً في سورية. في حين لا تزال الاستخبارات الأميركية تنسق مع الجانب الفرنسي في الوقت الذي أمضاه مهاجمو باريس (الأخوان كواشي) في اليمن في 2011 وتعقب المشتبه فيها الرابعة حياة بومدين بعد دخولها إلى سورية. وسيتم وفق المصادر تركيز النقاش في القمة حول المقاتلين الأجانب بالاستناد إلى قرار مجلس الأمن 2178 لرص تعاون دولي وضبط الحدود ومنع تسلل المقاتلين. كما سيتطرق إلى ملف الخلايا النائمة في كل من أوروبا والولاياتالمتحدة مع تخطي رقم المقاتلين الأجانب في سورية والعراق ال15 ألفاً. ومن المتوقع أيضاً أن يتم البحث في مسار الحرب ضد «داعش» إلى جانب العملية السياسية في اليمن. وستعول واشنطن في نجاحه على حضور شركاء إقليميين محوريين بينهم السعودية والإمارات وتركيا. وكانت كندا أكدت عزمها حضور المؤتمر وبعد الاعتداءات التي شهدتها أوتاوا في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وتُتوقع أيضاً دعوة جميع الدول المشاركة في الحرب ضد «داعش»، كما يتم درس توجيه دعوة إلى روسيا على رغم التشنج في العلاقة الروسية - الأميركية بعد أزمة أوكرانيا. ويتولى البيت الأبيض تنسيق المؤتمر داخل الإدارة ومع الشركاء الدوليين.