أعلن البرلمانان المتنافسان في ليبيا (مجلس النواب المنعقد في طبرق والمؤتمر الوطني المنتهية ولايته)، كل على حدة، مقاطعته الحوار الذي دعت إليه الأممالمتحدة في جنيف الخميس المقبل، على رغم مغادرة مندوبين مشاركين في الجلسة إلى سويسرا. في الوقت ذاته، أكد رئيس المجلس الانتقالي السابق مصطفى عبد الجليل ل «الحياة»، مشاركة المجلس في إدارة الحوار في جنيف، وحمّل مسؤولية الأزمة في بلاده إلى الإسلاميين الذين «قلبوا الطاولة على الليبيين بعد خسارتهم الانتخابات». (المزيد) وقال فرج هاشم، الناطق باسم مجلس النوّاب المنعقد في طبرق، إن أعضاءه الذين ذهبوا إلى حوار جنيف «لا يمثلون إرادة المجلس». وأوضح أن الاتصال مع هؤلاء انقطع منذ مغادرتهم جنيف من طريق تونس، مشيراً الى أن زملاءهم النواب في صدد «اتخاذ قرار لسحب الثقة منهم ومطالبتهم بالعودة فوراً». وعزا هاشم هذا الموقف إلى أن المجلس لم يصوّت بعد على قرار المشاركة في الحوار، وأنه سيعقد جلسة لهذا الغرض قريباً. ويتوقع أن يضع البرلمان شرطاً لمشاركته، باعتباره الجهة الوحيدة التي تمثل الشرعية في ليبيا، تعبيراً عن رفضه الجلوس الى طاولة حوار يكون فيها على قدم المساواة مع المؤتمر، الذي يرفض تسليم السلطة الاشتراعية على رغم انتهاء ولايته. في الوقت ذاته، أجّل المؤتمر المنعقد في طرابلس، البت في المشاركة بالحوار إلى الأحد المقبل، على رغم موعده المحدد في جنيف الخميس. وأتى قرار المؤتمر بعد جلسة تخللتها سجالات بين أعضائه، ما «يدعو الى التكهن بتغيير موقفه من الحوار»، كما قال مصدر مطلع ل «الحياة». لكن عضو المؤتمر أحمد بوني، عزا «تريث المؤتمر» إلى أن أعضاءه «فوجئوا بتحديد الموعد والمكان من دون التشاور مع الأطراف المعنية»، مشيراً إلى أن مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون، انتزع موافقة مبدئية على الحوار، الذي «تحتاج تفاصيله الى مزيد من المشاورات». كما اتهم صالح المخزوم، النائب الثاني لرئيس المؤتمر، الأممالمتحدة بالتسرّع في تحديد مكان الحوار وموعده، من دون إبلاغ المعنيين بذلك. وأوضح المخزوم أن ليون لم يلب طلب المؤتمر الحصول على لائحة بأسماء المشاركين في الحوار وجدول أعماله. واعتبر أن الطريقة التي تردد أنها ستتبع خلال الحوار في جنيف «لا يمكن أن تحقق التقارب بل ستزيد من الفرقة» بين الليبيين. يأتي ذلك في وقت تسربت لائحة بأسماء مدعوين الى الحوار، من بينهم ممثلون عن المجلسين، في ظل معلومات عن وصول بعض المشاركين الى جنيف. لكن غياب الطرفين الأساسيين وفاعلين آخرين، يثير شكوكاً في جدوى الحوار ونتيجته، إذا انعقد. على صعيد آخر، قتل 3 جنود وجرح 4 آخرون في هجوم انتحاري على حاجز للجيش الليبي في منطقة الجليداية شرق مدينة إجدابيا (غرب). وأفادت مصادر أمنية محلية بأن الهجوم وقع بسيارة مفخخة يقودها انتحاري. وشهدت المدينة التي تسيطر عليها قوات موالية للواء خليفة حفتر، سلسلة تفجيرات في الفترة الأخيرة ألقيت مسؤوليتها على عاتق الإسلاميين المنضوين في تحالف «فجر ليبيا»، الذين يسعون إلى السيطرة على «الهلال النفطي» الواقع غرب إجدابيا.