دفن اليهود الاربعة الذين قتلوا في هجوم باريس في القدس الثلثاء بناء على رغبة عائلاتهم إثر مراسم تشييع حضرها الآلاف فيما يتزايد القلق في البلاد حيال أمن اليهود في فرنسا واوروبا عموماً. وكانت جثامين القتلى الاربعة: يوهان كوهين ويوهاف حطاب وفيليب ابراهام وفرنسوا ميشال سعادة وصلت برفقة عائلاتهم الى مطار تل ابيب صباح أمس، وجرى دفنهم بعد الظهر في اكبر مقبرة في القدس الغربية سبق ان دفن فيها عام 2012 الاطفال اليهود الثلاثة ومدرسهم الذين قتلوا في فرنسا برصاص متطرف آخر هو محمد مراح. وخلال مراسم التشييع، اعتبر الرئيس الاسرائيلي رؤوفين ريفلين ان من غير المقبول ان يشعر اليهود بالخوف حين يسيرون في شوارع اوروبا وهم يضعون اشارات تدل على انتمائهم الديني. وقال: «لا يمكننا السماح في العام 2015 وبعد 70 عاماً على انتهاء الحرب العالمية الثانية، ان يخاف اليهود من السير في الشارع في اوروبا وهم يضعون القلنسوة». من جهته، اعتبر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو خلال التشييع ان قادة العالم بدأوا يدركون «ان الارهاب الذي يرتكبه متطرفون اسلاميون يشكل تهديداً واضحاً للسلام في العالم الذي نعيش فيه». واضاف ان ذلك الارهاب «ليس فقط عدو الشعب اليهودي وانما عدو كل البشرية». بدورها، اكدت وزيرة البيئة والطاقة الفرنسية سيغولين روايال التي تمثل باريس في مراسم التشييع ان معاداة السامية «لا مكان لها في فرنسا». وقالت روايال: «أود ان اؤكد لكم هنا تصميم الحكومة الفرنسية الحازم على مكافحة كل اشكال الاعمال المعادية للسامية». من جانب آخر اكد الرئيس الاسرائيلي الترحيب بيهود فرنسا في اسرائيل، لكن يجب ان لا يكون ذلك بدافع الخوف من الهجمات. وقال: «اشقائي وشقيقاتي الاعزاء، المواطنون اليهود في فرنسا، انتم موضع ترحيب»، مضيفاً: «لكن لا يمكنكم العودة الى ارض اجدادكم بدافع اليأس او بسبب الدمار او ويلات الارهاب والخوف». وكان نتانياهو الذي شارك في المسيرة الضخمة الاحد في باريس ضد الارهاب وزار موقع الهجوم على المتجر اليهودي الاثنين اثار استياء باريس حين اعلن ان اسرائيل هي «موطن» يهود فرنسا. واغتنم نتانياهو وجوده في باريس كي يطرح نفسه ضامناً لأمن الاسرائيليين قبيل بدء حملة الانتخابات المرتقب اجراؤها في 17 اذار (مارس). واليهود الاربعة الذين دفنوا في اسرائيل هم ضمن 17 شخصا قتلوا في الاعتداءات التي اثارت الصدمة في فرنسا. وقتلوا الجمعة خلال عملية احتجاز رهائن في متجر يهودي في باريس ما أثار ذهولاً ايضا في اسرائيل. ويوهان كوهين المتحدر من مدينة سارسيل شمال باريس التي كانت في تموز (يوليو) مسرحاً لتظاهرات عنيفة لمعاداة السامية في اطار حرب اسرائيل على حماس، كان يعمل منذ سنة في متجر فرنسي للمنتجات اليهودية يقع عند بورت دو فنسان في باريس حيث جاء الضحايا اليهود الثلاثة الآخرون يتبضعون الجمعة قبل بداية عطلة السبت. ويوهاف حطاب (21 عاماً) من مواليد تونس قتل بعدما اصر على دخول المتجر فيما كانت الستائر مغلقة كما افاد موقع صحيفة يديعوت احرونوت الالكتروني. وقتلت شقيقة والدته عام 1985 مع اربعة اشخاص آخرين حين اطلق جندي تونسي النار في حرم كنيس الغريبة في جربة. ووالده حاخام الكنيس الكبير في تونس ارسله بعد ذلك للدراسة في فرنسا ظناً منه ان ابنه سيكون هناك في امان. اما فيليب ابراهام الذي يعمل في مجال الالكترونيات، فروت زوجته انه درج على عادة التبضع الخميس لكنها طلبت منه القيام ببعض المشتريات الاضافية. وحين سمعت الاخبار ارسلت له عدة رسائل نصية، قائلة: «حينها ادركت ان شيئا ما قد حصل». وتتابع ارملته فاليري ان ابراهام سبق ان فقد طفلاً دفن في اسرائيل. وقالت: «فيليب ابراهام يجب ان يكون هناك الى جانب ابنه». والرجال الاربعة ليسوا اسرائيليين لكن نتانياهو وافق على طلب العائلات ان يدفنوا في اسرائيل. وعززت عملية احتجاز الرهائن التي قام بها احمدي كوليبالي، الشعور في اسرائيل بأن فرنسا لم تعد بلداً آمناً لليهود لا سيما بعد قضية مراح وتصاعد الهجمات المعادية للسامية. واشادت الحكومة الاسرائيلية بتصميم فرنسا على مكافحة معاداة السامية وبتعزيز الحماية الامنية حول المدارس ودور العبادة اليهودية. والجالية اليهودية في فرنسا هي ثالث اكبر مجموعة في العالم، وتعد نصف مليون شخص، بعد اسرائيل والولايات المتحدة. لكن في العام 2014 وللمرة الاولى اصبحت فرنسا اكبر دولة هجرة نحو اسرائيل، حيث غادرها اكثر من 6600 يهودي.