أكثر من 1500 شركة عارضة وما يزيد عن خمسة آلاف بائع ومشتر معتمد. هذه هي أرقام الدورة الربيعية الأخيرة ل «ميب تي في»، أكبر سوق عالمية للمنتج التلفزيوني، وهي دورة أقيمت أخيراً في مدينة «كان» الفرنسية. كان حضوراً ضخماً من دون شك، ولكن دون مستويات الأعوام الماضية. واعتبر أكثر من مسؤول في شركات التوزيع العالمية الوضع «نتاجاً طبيعياً للأزمة الاقتصادية في العالم ولم تسلم منها صناعة الإعلام والمنتوج السمعي والبصري». واعتبر البعض غياب الشركات الهوليوودية العملاقة، ك «وورنر براذرز»، عن السوق للمرة الأولى «مؤشراً على عمق الأزمة في هذا القطاع». وأشارت مديرة إدارة التلفزيون في البحرين السيدة فوزية زينل الى احتمال «غياب أكثر من 30 في المئة من العارضين والمشترين عن السوق قياساً للأعوام السابقة»، وأضافت: «أنا أحضر هذه السوق منذ العام 1998 ولمرتين في السنة. ولمست تناقص عدد المشاركين في هذه الدورة ما يؤكد تأثيرات الأزمة الاقتصادية على هذا القطاع مثله مثل أي سوق آخر للبضائع في الأسواق العالمية». نائب رئيس شركة «النظائر» الكويتية علي الرفاعي اعتبر الوضع نتاجاً طبيعياً «للأزمة الاقتصادية العالمية». وقال: «ربما لم يتأثر عالم الإعلام بنفس مقدار ما تعرضت اليه مؤسسات المال والمقاولات، لكن الأزمة انعكست عليه من خلال ما تأثرت به مؤسسات التلفزيون بسبب تناقص المردود الإعلاني»، ويضيف علي الرفاعي إن «من يشتري اليوم من سوق التلفزيون هو من يمتلك سيولة نقدية علماً أن السيولة النقدية صارت صعبة للغاية. وهذا ما انعكس على أسعار البرامج التي انخفضت بشكل غير طبيعي». وقد أثر ذلك ايضاً على الكميات التي كانت شركات التوزيع العربية تقتنيها داخل السوق. فالآن تتم عملية اختزال الشراء الى الحد الأدنى من الاحتياجات». وعلى رغم اتفاقه مع القائلين بتأثر سوق التلفزيون بالأزمة رأى المنتج والموزع الأردني المشهور طارق زعيتر في هذا الوضع «فرصة لغربلة جيدة للسوق إذ سيخرج منها من تطفّل عليها خلال السنوات السابقة وخلخل توازناتها بسبب مضاربات أفقدت سوق التلفزيون الكثير من صدقيتها». مقتنو البرامج ومسؤولو التلفزة العربية أيضاً تضاءل عددهم وغاب منهم الكثيرين. لكن ما الذي بحث عنه من حضر منهم دورة هذا الربيع؟ يقول علي الرفاعي: «ما نركز عليه اليوم هو البرامج الوثائقية، بما في ذلك برامج الطبيعة والتاريخ والأزياء سواء كانت للرجال أو للنساء. وبرامج الأطفال والبرامج المنوعة والآثار والحضارات». وعن هذا السؤال أجابت فوزية زينل قائلة: «نحن في تلفزيون البحرين من المحطات العامة ونقدم جميع أنواع البرامج لكل الفئات العمرية وبالتالي فإن وجودنا في هذه الأسواق هو من أجل شراء كل أنواع البرامج بما في ذلك برامج الأطفال والوثائقيات والبرامج المنوعة والمسلسلات والأفلام». العالم العربي والاسلامي حضر في أجنحة السوق عبر رؤى وقراءات غربية من خلال ما يُنتج في الغرب وبالتالي لوحظ ندرة الانتاجات التلفزيونية العربية في هذا الإطار فهي بدت قليلة للغاية. وهيمنت السياسة والقضايا الأمنية والإرهاب على غالب ما عرض للبيع على تلفزيونات العالم».