أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان «تقدير لبنان للجهود الاسبانية والدعم الذي توفره مدريد للبنان»، بينما شدد رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه لويس رودريغز ثاباتيرو على دعم بلاده «المتواصل والدائم للبنان من اجل إحراز استقراره وأمنه ووحدته»، مؤكداً التزام اسبانيا «عملية السلام في الشرق الأوسط التي لا يمكن لها أن تغفل مشكلة اللاجئين وفي شكل خاص مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان».وكان سليمان واصل زيارة الدولة التي يقوم بها لاسبانيا في يومها الثالث، والتقى ثاباتيرو في قصر «مونكلوا» وعقدا اجتماعاً موسعاً ضمهما واعضاء الوفدين اللبناني والاسباني. وشدد سليمان على «أهمية الدور الذي تؤديه اسبانيا على صعيد السلام في الشرق الاوسط»، مستذكراً في هذا السياق استضافة العاصمة الاسبانية مؤتمر السلام المتعدد الاطراف عام 1991 وشارك فيه لبنان وبات يعرف ب «مؤتمر مدريد» الذي «ارسى اسساً دقيقة للسلام العادل والشامل والدائم في المنطقة». وقدر «الجهود التي بذلتها وتبذلها اسبانيا في هذا السياق». ونوّه ثاباتيرو ب «الدور الذي يؤديه لبنان في المنطقة»، مجدداً تأكيد «تمسك اسبانيا ببذل كل ما يمكن في سبيل التوصل الى سلام حقيقي ينهي الصراع الذي تعيشه المنطقة منذ عقود وعقود من الزمن». وكرر «وقوف اسبانيا الدائم الى جانب لبنان واستعدادها لدعمه في كل المجالات». وشدد على أن «تواجد الجنود الاسبان في لبنان والعالم تحت قيادة القوات الدولية، خير تعبير عن اندفاع اسبانيا نحو ما من شأنه ان يؤمن الاستقرار لشعوب العالم». وبعد فطور رسمي أقامه ثاباتيرو لسليمان، وقعت في حضورهما مذكرتا تفاهم الأولى تتعلق بانشاء آلية للمشاورات السياسية بين حكومة لبنان وحكومة اسبانيا، وقعها عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، وعن الجانب الاسباني وزير الدولة للشؤون الخارجية انخيل لاسادا. اما المذكرة الثانية فتتعلق بالتفاهم في المجال السياحي بين وزارتي السياحة في البلدين، ووقع عن الجانب اللبناني وزير السياحة ايلي ماروني، وعن الجانب الاسباني وزير الدولة للسياحة خوان ميسكيدا. ثم عقد سليمان وثاباتيرو مؤتمراً صحافياً، اعتبر فيه ثاباتيرو أن زيارة سليمان اسبانيا «تشكل فرصة لتوطيد وتعزيز العلاقات الجيدة والكثيفة التي تربط بلدينا». وقال: «التعاون بين اسبانيا ولبنان ترتفع وتيرته وذلك من اجل إعادة البناء ولا سيما المؤسسات والمساهمة في إنماء لبنان، والتعاون بين بلدينا يشمل مجالات عدة وبشكل خاص مجال السياحة والطاقة وكما تعرفون فإننا نراهن دائماً على الاستقرار والأمن والوحدة الترابية للبنان، وأيضاً نود أن تتشكل قريباً حكومتكم وذلك سيساعد على تعزيز هذه المفاهيم أي الأمن والاستقرار في داخل لبنان». وشكر سليمان لثاباتيرو «وقوف اسبانيا الدائم الى جانب لبنان وتمسكها بسيادته واستقلاله واستقراره ووحدة اراضيه، لا سيما من خلال دعمها تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701، وطالبته بمزيد من الدعم في مواجهة التحديات والاخطار التي ما زالت تهدد لبنان»، مؤكداً الحاجة المشتركة لمحاربة الارهاب». وأشار سليمان الى مذكرتي التفاهم اللتين وقعتا، مشدداً على «ضرورة تفعيل مجمل الاتفاقات المعقودة سابقاً بين البلدين وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما». واعتبر أن التشاور السياسي «أصبح أكثر الحاحاً بعد انتخاب لبنان للعضوية غير الدائمة لمجلس الامن الدولي للسنتين المقبلتين، وقرب ترؤس اسبانيا للاتحاد الاوروبي اعتباراً من الاول من كانون الثاني 2010». وقال: «تم التوافق على متابعة بحث السبل الكفيلة بتفعيل مسار برشلونة - الاتحاد من اجل المتوسط، وبخاصة بعدما تم اختيار برشلونة لتكون مقراً لهذا الاتحاد، كما تناولنا موضوع التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد وتوليد الطاقة الكهربائية واعادة دراسة فتح الخطوط الجوية بين لبنان واسبانيا». ودعا سليمان الى «اتخاذ مبادرات جدية خلال الاشهر المقبلة، وضمن مهل زمنية محددة، لتسريع عملية السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط، استناداً لقرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام التي تحول دون اي شكل من اشكال توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وضمان حقهم الطبيعي في العودة الى ارضهم». وقال سليمان في حوار مع الصحافيين: «نحن دائماً على استعداد للاشتراك بأي مؤتمر يتناول السلام العادل والشامل وكل القضايا المطروحة على اساس مرجعية مدريد للسلام وعلى اساس المبادرة العربية للسلام». أما ثاباتيرو فقال: «نحن نبذل قصارى جهدنا من اجل تفعيل عملية السلام في المنطقة، لانها تعني ايضاً السلام في كل العالم. وبما ان اسبانيا ستتولى رئاسة الاتحاد الاوروبي، سنعمل في شكل كثيف من أجل تحقيق ذلك على محورين: الاول تقديم كل الدعم للادارة الإميركية الجديدة وعلى رأسها الرئيس (باراك) أوباما اذ اننا لمسنا ارادة جدية فعلاً لتفعيل عملية السلام. ثانياً ما يتعلق بالمحور المتوسطي اذ اننا سنقوم بجهود جدية من اجل عودة اللقاء بين مختلف الاطراف»، مؤكداً ان «اسبانيا والاتحاد الاوروبي يدعمان كل القرارات المنبثقة عن الاممالمتحدة وليس فقط قراراً واحداً ووجوب تطبيقها، وسنواصل جهودنا في هذا المنحى لنضع حداً لكل هذا النزاع الاقليمي». وتوجه سليمان الى نصب الجندي المجهول في ساحة «ليالتاد» في وسط العاصمة حيث وضع أكليلا من الزهرً.