إسلام آباد - أ ف ب، رويترز، يو بي اي - قتل 7 اشخاص على الأقل في هجومين انتحاريين متزامنين تقريباً استهدفا الجامعة الاسلامية في اسلام اباد أمس، وذلك في اليوم الرابع للهجوم البري الذي يشنه الجيش ضد متمردي حركة «طالبان باكستان» في اقليمجنوب وزيرستان القبلي (شمال غرب).وانفجرت القنبلتان بفارق دقائق بينهما. واستهدفت الاولى مبنى كلية الشرع للطلاب، والثانية كافيتيريا مخصصة للطالبات»، علماً ان عدد الطلاب في الجامعة يزيد عن 12 ألفاً حوالى نصفهم من الفتيات كما يوجد مئات الطلاب الأجانب. وتشهد باكستان منذ اكثر من سنتين موجة غير مسبوقة من الهجمات الانتحارية وقفت وراءها «طالبان باكستان» المتحالفة مع تنظيم «القاعدة»، واسفرت عن مقتل حوالى 2300 شخص. واعلنت الشرطة ان الانتحاريين الاثنين بين القتلى السبعة، وان 20 آخرين اصيبوا بجروح في الاعتداءين، في وقت ربطت السلطات على الفور بين الهجومين والعمليات في مناطق القبائل. وقال وزير الداخلية رحمان مالك: «كل الطرق تؤدي إلى جنوب وزيرستان. والذين هاجموا الجامعة ليسوا أصدقاء للإسلام ولا لباكستان». في غضون ذلك، دارت معارك طاحنة بين الجيش ومتمردي «طالبان» في جنوب وزيرستان الجنوبي، ادّت بحسب مصادر عسكرية الى مقتل 20 متمرداً واربعة جنود، ما رفع الحصيلة الرسمية للقتلى منذ بدء الهجوم السبت الماضي الى حوالى 100 متمرد و13 جندياً، علماً انه لا يمكن التحقق من صحة هذه الارقام بسبب تعذر الوصول الى مناطق المعارك. واعلن الجيش ليل الاثنين – الثلثاء سيطرة جنوده على بلدة كوتكاي، غرب اقليمجنوب وزيرستان ومسقط رأس الزعيم الجديد ل «طالبان باكستان» حكيم الله محسود وقيادي آخر يدعى قاري حسين المسؤول عن تدريب الانتحاريين في «طالبان». لكن المتشددين شنوا هجوماً مضاداً صباح امس واستعادوا البلدة، قبل ان تقصف طائرات مقاتلة مواقع «طالبان». وتعتبر البلدة بوابة مؤدية إلى معقل للمتشددين في ساراغوها. واكّدت القيادة العسكرية تعزيز مواقعها في منطقتين أُخريين مهمتين ل «طالبان» هما نزازكوت وشروانغي شمال الاقليم، وتقدمها في اتجاه قواعد الحركة في ماكين ولادها. واشارت الى ان جنودها واجهوا مقاومة أقل مما توقعت، «لكن القتال سيشتد على الأرجح لدى اقتراب الجنود من ملاذات المتشددين في الجبال التي تغطيها الأحراج». وخلال توجهه على متن طائرة عسكرية الى اليابان، وصف وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس بأن الهجوم الذي تشنه القوات الباكستانية في وزيرستان الجنوبية بأنه «مشجع»، لكنه استدرك بأنه من السابق لأوانه تقدير النتائج. وقال: «أعتقد أن الهجمات الارهابية التي شنت داخل باكستان في الأيام الأخيرة أوضحت ضرورة البدء بالتعامل مع هذه المشكلة. ونحن نساند ما يفعله الباكستانيون». وافادت الأممالمتحدة بأن أكثر من 100 ألف مدني فروا من جنوب وزيرستان تحسباً للهجوم بينهم حوالى 26 ألفاً غادروا المنطقة منذ 13 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي. وتوقع الجيش فرار اكثر من 200 ألف شخص. وشكك نازحون في نجاح عمليات الجيش، وقال شراف خان الراعي البالغ 45 من العمر: «انها مجرد استعراض. لقد امضينا السنوات الاربع او الخمس الاخيرة في بؤس. وبالنسبة الينا لا الجيش ولا طالبان صالحان». وصرح امان الله مسعود، وهو اب لستة اطفال: «الامر اشبه برواية ابطالها عسكر وطالبان، لكننا نحن من يعاني فعلاً من الوضع». وتابع: «لقد شهدت منطقتنا قصفاً شديداً. وكان الاطفال يبكون لأن الصوت كان هائلاً». وقال محمد ياسين، وهو مزارع قدم الى ديرة اسماعيل خان من كانيغورام ان رحلته مع افراد عائلته ال14 من بينهم اطفاله الخمسة استغرقت ثلاثة ايام، مضيفاً: «لم تنجح العمليات العسكرية ابداً في المنطقة. اذا ارادوا تحقيق نجاح يجب ان يستعينوا بالسكان المحليين، لكن هؤلاء لا يدعمون الهجوم». وفي محاولة لزرع الشقاق، القت القوات الباكستانية منشورات من الجو لحض قبيلة حكيم الله مسعود على التمرد عليه، والانضمام الى صفوف الحكومة. وجاء في المنشورات ان «هدف الجيش تأمين فرصة لقبيلة مسعود للعيش في سلام واطمئنان».