يمنح الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالاشتراك مع مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية، غداً (الإثنين) جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب، وأيضاً جائزة أفضل مدرب في العام 2014، والتي انحصرت بين بيواكيم لوف ودييغو سيميوني وكارلو أنشيلوتي، فاختلفت ترشيحات نجوم الكرة حولهم، ومن ابرزهم اليساندرو دل بييرو وخافيير زانيتي وأندريا شيفشينكو. المرشح الأول هو الألماني يواكيم لوف الذي كان طريقه "طويلاً ووعراً" وفق "فيفا". وتمكّن من قيادة منتخب ألمانيا للتتويج عن جدارة واستحقاق باللقب العالمي خلال نهائيات كأس العالم في البرازيل في العام 2014، إذ تَوّج بذلك فترة ثماني سنوات ونصف التي قضاها إلى حد الآن مدرباً ل "الماكينات" الألمانية، بعدما أفلح قبل أربع سنوات في إحراز المركز الثالث في جنوب أفريقيا 2010، بفضل أداء هجومي ممتع يعكس مؤهلات فنية عالية. وعلى الأراضي البرازيلية، نجح الرجل المجتهد والخبير التكتيكي "الماكر"، في تقديم فريق يشكل مجموعة مندمجة تلعب بسلاسة وانسجام سواء في الهجوم أو الدفاع. وقال حينها ابن منطقة الغابة السوداء الذي يبلغ عمره 54 سنة: "كنت واثقاً كل الثقة أننا سنتمكن من التوقيع على الخطوة الأخيرة. وها نحن نجحنا الآن في عام 2014 في تحقيق هذا الإنجاز. فقد كان الوقت مناسباً والفريق ناضجاً". وأبرز من يرشح لوف لنيل لقب أفضل مدرب، هو يورغن كلينسمان بطل العالم في 1990، والذي انتدب لوف سنة 2004 كمساعد مدرب عندما كان هو نفسه مدرباً للمنتخب الألماني. ويقول عن لوف إنه "مدرب يتمتع بتصميم قوي واستقامة عالية ودائماً ما يهتم بالتفاصيل. إنه يتواصل بالكثير من الصدق والصراحة ويعامل الجميع باحترام كبير. لقد واصل تطوير المنتخب الألماني تدريجياً على مدى ثماني سنوات ومقابل هذا العمل طويل الأمد يستحق هذه الجائزة. فليس هناك أعظم من الفوز باللقب العالمي!". ويقف إلى جانب لوف العديد من أبناء وطنه، كالمدرب أوتمار هيتزفيلد، واللاعبون توني كروس وبيرند شنايدر وشكودران مصطفي. وأما المرشح الثاني، فهو الأرجنتيني دييغو سيميوني صاحب شعار "مباراة بمباراة"، الذي تكرر حتى تحول إلى رمز لفلسفة "إل تشولو" وأسلوبه الكروي الذي يعتمد على العمل الدؤوب والتضحية التي ساهمت في تتويج أتليتيكو مدريد بلقب الدوري الأسباني الذي كان يهيمن عليه الفريقان الملكي و"الكاتالوني" في السنوات التسع الماضية. كما كان المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني، البارع في إعداد الخطط الاستراتيجية الخاصة بالكرات الثابتة وإدارة المجموعة، على وشك بلوغ المجد الأوروبي. إذ كان فريقه طوال 93 دقيقة متفوقاً على منافسه ريال مدريد في النهائي الثاني الذي تلعبه كتيبة لوس كولتشونيروس في تاريخ مسابقة دوري أبطال أوروبا. ومن أبرز من يقف خلق سيميوني، مواطنه خافيير زانيتي الذي لعب إلى جانبه في إنتر ميلان وفي المنتخب الأرجنتيني أيضاً. ويقول زانيتي عن سيميوني: "كان إل تشولو يلعب دائماً دور المدرّب داخل الملعب. لهذا، لم أتفاجأ لما يحققه اعتماداً على التضحية والعمل الشاق. أحترم كثيراً كارلو أنشيلوتي ويواكيم لوف، ولكنني أعتقد أن دييغو حقق مع فريقه ما يكفي للفوز بالجائزة الكبرى". واستحق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي ايضاً دخول لائحة المدربين المختصرة، بعد الفوز بكأس ملك أسبانيا وباللقب العاشر الذي طال انتظاره في مسابقة دوري أبطال أوروبا 2014، في أولى مواسمه مع نادي كبير مثل ريال مدريد. وما يعطي هذه النجاحات بريقاً أكثر هو تحقيقها على حساب منافسين تقليديين: برشلونة وأتلتيكو مدريد توالياً. وتجاوز المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي جميع التوقعات بعد أن عرف كيف يتعامل بدهاء مع إرث ثقيل، ليحوّل الفريق الملكي إلى آلة قاتلة تمتلك هجوماً قوياً وفتاكاً. وهو يواصل حصد الألقاب في الموسم الجديد بتتويجه بلقب آخر هو كأس السوبر الأوروبية. ويرشح لاعبون من جنسيات مختلفة أنشيلوتي، ومن أبرزهم النجم الأوكراني السابق أندريا شيفتشينكو، الحائز على الكرة الذهبية في العام 2004، وكان تحت قيادة أنشيلوتي في ميلان وتشلسي. وأيضاً النجم الإيطالي اليساندرو دل بييرو الذي لعب تحت قيادة أنشيلوتي في يوفنتوس بين عامي 1999 و2001. وقال حول ذلك: "أكنّ الكثير من الإعجاب للمرشحين الثلاثة، ولكن آمل أن يفوز كارلو. إنه مدرب استثنائي وشخص عظيم. فاز في إيطاليا ثم في انكلترا وبعد ذلك في فرنسا والآن حقق "العاشرة" مع ريال مدريد. لا أدري إذا ما كانت جائزة واحدة كافية بالنسبة له". وعلى صعيد اللاعبين، سيتنافس على الكرة الذهبية 3 لاعبين تألقوا على مدار العام، هم حارس بايرن ميونيخ الألماني مانويل نوير وأيقونة برشلونة الإسباني، الأرجنتيني ليونيل ميسي، ونجم ريال مدريد، البرتغالي كريستيانو رونالدو.